رأيتك درب الحياة الطويل
وكل الحياة بجنب المسار
فإن جئت أحيا بروح احتوائك
وإن غبت أحيا على الانتظار
بين يوم ولادتي وحياتي الحالية أحداث كثيرة..
ماسأدونه هنا بإذن الله يمثل قطعاً من البزل..
ومجموع القطع يصور سيرتي الذاتية..
رأيتك درب الحياة الطويل
وكل الحياة بجنب المسار
فإن جئت أحيا بروح احتوائك
وإن غبت أحيا على الانتظار
هذه المرة سأخرج من عيادتي.. ربما لم يكن خروجي منها مقصوداً.. ولكن الموقف فرض نفسه.. ولا أدري حقيقة لماذا أسجل هذه المواقف.. ومع أني أحاول عدم التدوين لأي موقف إلا أنني أفاجئ نفسي وقد سجلت موقفاً على قصاصة ورق ليكون فيما بعد ورقة من مذكراتي..
رأيتها عند محطة في الطريق السريع تفترش الرصيف.. أوقفت السيارة ودخلت السوبر ماركت.. اشتريت شيئا وخرجت.. مررت بجوارها.. ألقيت نظرة عابرة على بضاعتها الرخيصة متحاشيا النظر إليها.. ركبت السيارة.. أردت الذهاب.. وجدتها واقفة بجوار سيارتي..فتحت النافذة مبتسما.. نظرت للبضاعة الرخيصة المعروضة.. اشتريت منها ما عرضته علي فانطلقت تدعو لي بفرح طفولي وبلهجة أفريقية.. شعرت بغصة في حلقي وقلبي.. أدرت سيارتي وانطلقت.. كانت في العقد السادس.. من أصول أفريقية..
09/08/2012م
منزل أنسابي (الملحق).. الساعة 08:00 صباحاً
أسير في بعض الأوقات في الشوارع الخالية إلا من جرائد قديمة ملقاة بإهمال يعبث بها الهواء.. تثير حركتها قشعريرة في جسدي، وأضم يديّ محاولاً جلب الدفء في ليالي الشتاء الجبلية.. هكذا كنت في طفولتي.. وحين كبرت ارتحلت كثيراً، فلم يبق بحر أو جبل أو صحراء إلا ومررت به إما مقيماً أو عابر سبيل.
هذه الأيام أفكر كثيراً في الأمازيغ.. ليست الفكرة العامة عن المغرب العربي، بل فكرة خاصة وبحث خاص، أحاول تخيل الخارطة الأفريقية وتتبع مساراتهم في تضاريسها المتنوعة، كان العَلم قائداً جيداً لي ومن خلال ألوانه اكتشفت أمرين:
الأشكال ذات دلالات لاينبغي تجاوزها، بعض الطقوس القديمة تحمل أسرار التاريخ وقصة الجذور.
عدت لساحة الفناء في مراكش فقد أقرأ أكثر في التنوع الموجود في المنطقة، كانت محطتي الأولى،
هل أوحي سليم مطر الصديق العراقي المقيم في جنيف لي بهذا العنوان من خلال كتابه “الذات الجريحة”؟ ربما، ولكن العبارة “جدل الهويات” تدور في ذهني كالنول فتضرب في كل ضلع من صدري لافتة النظر إلى العديد من الصور الدالة عليها.
نعود لجدل الهويات، اشكالية الجذور والأفكار، الصراع بين المبادئ والاختيارات، تشدنا الاسماء والملامح لجذور نحاول التفلت منها، نرتبط في أحسن الأحوال بمحميات نزرع انفسنا فيها، جاهلين أن جذورنا لن تمتد خارج الأصص،
لا أرى أن لزيارة طبيب الأسنان علاقة بالشجاعة أو بالجبن.. فالأمر هنا خارج عن كل الحدود الطبيعية في التقييم. كنت عنده هذا الصباح..
* هذه هي العيادة الوحيدة التي لا يهمني أن يتأخر فيها دوري.. وأجد أنني أقدم كل شخص ولا يهمني حتى لو تأخرت.
* وهي العيادة الوحيدة التي يعرض فيها الطبيب أدوات لا تمت إلى الرحمة بصلة.. هاهنا آلة حادة، وهنا آلة قاطعة.. دون أن يراعي أي اعتبارات إنسانية، ولم يفكر في المريض الناظر إلى هذه الأدوات.