التصنيفات
رؤى

السلة

السلة

أستطيع القول أن كل ما كتبته في حياتي من مقالات هو تجارب مررت بها.. ويمكن أن يقول لي البعض “ممن فهموا الألم في كلامي” إذاً أنت سلة الآم.. كلا، بل أنا سلة تجارب.. وسلة تفاؤل.. ولكن الفرق أن البعض لايحتوي ما يمر به.. بينما أحاول جاهداً احتواء كل ما يمر علي في حياتي البسيطة جداً.

من السهل أن نمر بالتجربة ونتركها.. لكنني أرفض هذا الأسلوب.. وأتابع الأمر بفكري في تعقل أهدف من ورائه إلى النظر في أعماق الموقف، علني أجد فيما أراه نوعاً من الأنس، أو الثبات، أو العزم، أو غير ذلك مما يأخذ بيدي لتحقيق أهدافي.. وترسيخ مبادئي.

إذا كل منا يمر على الموقف أو القصة.. ولكن البعض منا يتوقف ليشاهد.. ويأتي البعض من هؤلاء ليدون ما مر به.. وأخيراً تأتي خلاصة فكرية وطبقة متميزة تربوياً لتفكر وتتأمل فيما كتب ومامر، وتخرج بنتائج من شأنها توجيه العملية التربوية.. وتبدع في التعامل مع الحدث.. والاستفادة منه وتوجيهه لما يحقق مصالحه.

إذا الأصل أن كلاً منا يفترض أن يكون سلة تجارب، ولكن البعض لا يحوي التجربة لأسباب.. فربما كان العجز بسبب الضعف عن الاستنباط، أو ربما بسبب عدم الفهم لأصل الموقف , وربما لعدم استشعار مسئولية التربية، والدور المفترض القيام به في توجيه المجتمع أياً كان والتأثير عليه.

لنعد إلى ما يكون داخل السلة.. وهو ليس إلا نتاج التجارب.. وهذا النتاج أمر طبيعي أن السلة لابد أن تملأ بشي.. ولننظر ماذا في سلالنا.. أن ما يكون في الداخل هو اختياراتي التي اخترتها في التعامل مع الحدث.. وهي تنظيري للقضايا.. وهي تصويري للمسائل.. وهي بشكل آخر منهجيتي التي ارتضيتها للعمل.

ثم دعونا نسأل أنفسنا.. عن حجم الغث والسمين في نتاج التجارب.. وعن الفائدة من هذا الكم المخزن في ذاكرتنا من معانٍ ومواقف.. وعن تصرفاتنا ومواقفنا تجاه الفرد والحدث.. ولنعد إلى السلة لننظر بماذا ملئت أنفسنا؟

اخترت السلة رفقاً بي وبك.. وحرصت على معانيها.. وانتقلت في أفكارها وكأنني أنت لأقرب لك معنى وأصور لك همسة.. وأسألك أخيراً أي السلال أنت أسلة تميز، أم سلة تربية، أم سلة تلقي، أم سلة مهملات.. لك مني كل تقدير.

 

(الصورة بعدسة: عبدالله الشثري)

Creative Commons License
كتاب آت by Abdullah Ali is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.
Permissions beyond the scope of this license may be available at www.aalsaad.com

بواسطة عبدالله السعد

بين يوم ولادتي وحياتي الحالية أحداث كثيرة..

ماسأدونه هنا بإذن الله يمثل قطعاً من البزل..

ومجموع القطع يصور سيرتي الذاتية..

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.