التصنيفات
همسات

خربشات الرحلة الجديدة.. القرار

122

القرار::

هل تقوم بما يُدين؟ لا، هل تقوم بما تُدانُ به؟ نعم.

مرعبة بعض التدوينات، لأن الكتابة في عالم ضبابي المعايير سيجعلك في موضع اتهام في كل وقت، ليس لأن ماتقوم به خطأ، ولكن لأنه تهمة أحياناً، وكلمة أحياناً توحي بالندرة أو البعض، ولكنها غير مقبولة في قاموس المعايير، قد تقدر الحالات النادرة في حكم خاص ولكنها لاتكون القانون السائد في الأحكام.

حين أكتب أكون بسيطاً، صحيح أن الكتابة لاتأتي في كل وقت، ولكن المثيرات من حولي كثيرة، يساعدني هذا على التدوين بحمد الله، وبرغم صمتي في وجه الكثير منها إلا أن مايتبقى كافٍ لتحريك نبضي قبل قلمي وتسطيره شعراً أو نثراً.

بين الواجبات نتوه، ترتيب الأولويات يزداد صعوبة كلما اتسعت نظرتنا للأشياء، الصورة الصغيرة لاتحمل الكثير من التحديات، ولكن جرب أن تركب قطعة بزل بحجم الحي الذي أنت فيه!! جرب أن تضيف صعوبة تشابه الملامح في الصورة، ستقف محتاراً في القطعة التي بين يديك، أين مكانها من الصورة.

هنا تتشابه الملامح والأماكن، مفهوم “من الصين إلى فرنسا” يعمل كإزميل نحات يعيد تشكيل الصورة، كلما حاولت التركيز أخرَجَ لك قطعة من منحوتته، القطع الملونة تتلاشى لتحل محلها قطعة واحدة بحجم القارات الخضراء.

حاولت إزالة الرتوش قدر الإمكان، فرقت بين الوسيلة والمبدأ، حاصرتني سلاسل الأولويات، حاولت ايجاد أدلة شارحة، كنت أتعامل مع آلة مجهولة لاأعرف كيف تعمل، تعيقنا الأدلة في بعض الأوقات، لأنها تكتب بلغة المصنعين وقد لانفهمها، أو تترجم لنا بطريقة تفقدنا الطريق تماماً وتكون كلمات لامعنى لها ولا تجانس بينها، ماأصعب أن تقرأ كتاباً غير مفهوم، بل لايحمل معنى واضح صحيح، كلمات متراصة خلف بعضها لاتكون جملة مفيدة، أقف أمام الصورة وشعوري ممزق كمن يقرأ ترجمة من هذا النوع، وتزداد الضبابية في المعايير والأولويات والمواقف.

الفكرة الجديدة كالنبضة، كدفقة الدم، يضخها القلب فتمر بكل الأوردة والشرايين، ومهما كانت صغيرة إلا أنها تحمل مؤهلاتها وتقوم بدورها، والحياة تضيق وتتسع وتمتد في طريقها كامتداد الوريد وضيق الشعيرات، ولكل نبضة عالمها، كرياتها، مسارها، عالم حي واسع لانراه، وكلما عرفناه أكثر صدمنا ولفنا الصمت أمامه، لأننا حين نتكلم مع من يجهل اتساع النبضة سنكون غريبين في طرحنا، سنرمى بالجنون، وسندان بألف تهمة، وستظل الكلمات تخنقنا، تصرخ في أعماقنا، تهرب من صدورنا لتصطدم ببوابة الأسنان، ولا ندري حين نموت ماذا سيكون راي من حولنا فينا.

(الصورة بعدسة: Slideshop.com)

Creative Commons License
كتاب آت by Abdullah Ali is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.
Permissions beyond the scope of this license may be available at www.aalsaad.com

بواسطة عبدالله السعد

بين يوم ولادتي وحياتي الحالية أحداث كثيرة..

ماسأدونه هنا بإذن الله يمثل قطعاً من البزل..

ومجموع القطع يصور سيرتي الذاتية..

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.