التصنيفات
همسات

أرواح هائمة

الأرواح التي يمكن أن نطلق عليها أرواح هائمة هي تلك التي تتجاذبها قوتين، تؤمن بأحداهما وتتأثر بالثانية. تتبنى الأولى وتنصاع للثانية، لو تجسدت المشاعر لأشياء محسوسة لأحترقت قلوبهم بصقيع الألم. يصبحون كإنسان يصرخ بلا صوت، فتتشقق حنجرته وينزف دماً في حين يراه الآخرون من بعيد ويعتقدون أنه سعيد فيلوحون له لأنهم لايسمعونه.

ننتظر المطر ليروي الأرض فتكون العاصفة التي تحرق ماتبقى من الأشجار الجافة، وهكذا تكون حياة تلك الأرواح التي تنتظر الأمل فيكون الموت فيه، النظرة بأمل للأمور تحمل صورة من اثنتين:

– أن تكون نظرة متعة همها التلذذ بما تحصل عليه، فيفاجأها الموت في فرحها. فتصرخ وهي المقبلة على الحياة. وهذه الروح المتخاذلة لاتعنينا.

– وأن تكون نظرة رجاء لتغير واقع، فتكون صدمتها بالموت لاتحمل دمعة ولا انكساراً فلا معنى ولا حرص على الحياة عندها. وهذه هي الروح الهائمة، شامخة حتى في سقوطها.

الأرواح الهائمة هي غريب يفر من مبدأ خجلاً منه وألماً، فيحن إليه ويتألم لفراقه، فتجده يحيا ألمين:

– ألم القرب من الثقل.

– وألم البعد من الشوق.

في المظهر العام قد تكون الروح الهائمة إنساناً متميزاً بكل المقاييس، ولكن نقول عنه لم يجد نفسه، أو نقول لو كنا نعرفه أكثر متذبذب، وهي ليست ضبابية في الرؤيا فلا أحد يدرك نفسه وأهدافه مثله، ولكنه الصراع بين عقل وقلب. فهو يرى في كل شي حوله مايشير لمبدئه فيقرعه سوط الواجب والنصرة، فيهرب من كل شي فيجلده سوط الحنين.

الأرواح الهائمة كقتيل ملقى في صحراء، كان كل مايحتاجه غريب يرافقه في غربته، لكن أحداً من التائهين حوله لم يكلف نفسه السفر، ولم يشد الرحال معه فينقذ نفسه ويحتوي روحاً هائمة.

لا تنتظر من الروح الهائمة أن تخضع، فلا يملكها إلا الحب، ولو عرفت أن موتها في شربة ماء لبادرتها راضية قانعة، فعندها من العلم وفيها من العناد الكثير، ستبتسم حتى وهي تلقى نفسها من قمة جبل لوادٍ مليئ بالصخور، وغاية ماستجده منها ابتسامة ثم تشيح بوجهها لتخفي وتمسح دمعة شوق لرفقاء الطريق.

(الصورة بعدسة: عبدالله البلوي)

بواسطة عبدالله السعد

بين يوم ولادتي وحياتي الحالية أحداث كثيرة..

ماسأدونه هنا بإذن الله يمثل قطعاً من البزل..

ومجموع القطع يصور سيرتي الذاتية..

4 تعليقات على “أرواح هائمة”

الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تنافر منها اختلف

قال النووي معلقا عليه: قال العلماء: معناه جموع مجتمعة أو أنواع مختلفة. وأما تعارفها فهو لأمر جعلها الله عليه. وقيل إنها موافقة صفاتها التي جعلها الله عليها وتناسبها في شيمها. وقيل لأنها خلقت مجتمعة ثم فرقت في أجسادها فمن وافق بشيمه ألفه ومن باعده نافره وخالفه. وقال الخطابي وغيره: تآلفها هو ما خلقها الله عليه من السعادة أو الشقاوة في المبتدأ وكانت الأرواح قسمين متقابلين، فإذا تلاقت الأجساد في الدنيا ائتلفت واختلفت بحسب ما خلقت عليه فيميل الأخيار إلى الأخيار والأشرار إلى الأشرار.انتهى.

طبعا منقول ^_^

من يملك رسالة وهدف ,يجد سعادة وهو يسعى لتحقيقها والوصول اليها وان واجهته الصعاب..
ويسعد بوجود اشخاص اخرين يملكون رسالات واهداف ويسعون للوصول اليها,, ايضا..
وتختلف الرسالات والاهداف….. والنوايا ايضا…..

لكن اخي الكريم لي راي اخر في في موضوع خلق الله تعالى الانسان شقيا أو سعيدا وهو:

حسب مافهمته انا هو,ان الله تعالى لم يخلق احدا شقيا,بل الانسان يختار الشقاء او الهداية

قال تعالى:(اناهديناه النجدين….) وايات اخرى كثيرة
قال الرسول الاكرم (ص) :(كل مولود يولد على الفطرة,فابواه يهودانه ……)والابوان هما البيئة الداخلية وهي البيت ومن يعيش فيها ,والبيئة الخارجية بكل مافيها من اصدقاء والمدرسة والاعلام و..و…
وفي الاية الكريمة :(ووصينا الانسان بوالديه احسانا…) ولم يقل بابويه..

واالشخص الذي يختار الايمان يسعد,,,ويحيا حياة طيبة كما ورد في القران الكريم
اما الكافر فيشقى …
وكلاها السعادة والشقاء داخلي ينعكس على ظاهره من السلوك الحسن..وماالى ذلك
تحياتي

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.