التصنيفات
رؤى

النورس

– أراك تتأمل كثيراً في الصور بين يديك..

– ابتسمت له.. نعم، هذه صور لطيور النورس.

– لقد لفت نظري هذا الشي.. ولفت نظري أيضاً أنك تحب هذا الطائر.

– ربما.. وربما لا يكون حباً بقدر ما هو إعجاب بصفات وتأمل لحياة.

– كيف ؟

– ابتسمت له.. فكر قليلاً.. وسأخبرك لاحقاً.

أحب التأمل كثيراً.. ولربما أثار المنظر الصغير في نفسي أموراً لا يتخيلها أحد.. وأتتبع نقاط الذوق والتميز والإيحاءات الفاتنة.. والهمسات المعبرة.. وربما أجد من الدروس الكثير في شي أراه ويراه غيري كل يوم، ولكنه يقع في نفسي فيؤلمني أو يسعدني ويبهرني فأحلق في سماء وصفه.. كما حدث معي في النورس وفي الطحلب وفي الشطرنج والبيادق وبعض الأشكال الهندسية وغير ذلك.

– لونه الأبيض يوحي بالصفاء.. فالأصل فيه النقاء مهما اتسخ.. وهو سرعان ما يعود للمعانه، وهذا يعطي شعور بالعودة إلى الطريق مهما ابتعدنا.

– قوامه الرائع وما فيه من أنفة ظاهرة، وجمال ملحوظ.. يعطي تكاملاً مع اللون الأبيض والشكل الانسيابي.

– تحليقه المتميز فهو يحلق بأكثر من طريقة وفي كل طريقة منها ميزة:

  • التحليق السلس، ويعطي هذا شعور بتحكمه في الجو، وسيطرته على الفضاء.
  • التحليق عكس الريح، وهذا يعطي شعور بالتحدي.. الغربة.. البعد عن العالم حوله.. العزيمة للوصول إلى الأهداف وتحقيقها.. والنظر البعيد.. والعمل دون ملل.

أرأيت.. كأنه يطير وهو ينظر لشي أمامه.. فيقاوم الرياح ويطير ببطء ولكن يقطع المسافات من أجل تحقيق هدفه، ولو نظرت لموضع بصره لرأيت الفضاء، فتشعر أنه يرى مالا نراها ويخطط لأهداف بعيدة ويعمل بهمة من أجل تحقيقها.

  • الانقضاض، وتشعر من خلال المتابعة له بالقوة والسيطرة والدقة.. القوة في الهجوم.. والدقة في توجيه نفسه وضرباته.. والسيطرة على خصمه من جهة، ومن جهة أخرى على نفسه، وإمكانياته، ومواهبه.

– وحدة في خلطة.. فعلى الرغم من أنه يعيش ضمن مجموعة وسرب إلا أنه كثيراً ما يبتعد ويحلق لوحده.. فهو مع سربه ينفع بقدر ما يستطيع.. ولكنه إذا عاد لذاته طوى نفسه على نفسه فكأن صدره كله جراح.. وفكره كله ألم.

– مسكنه وحياته على الشاطئ.. تشعر أن كل شي يشهد على ذوق هذا الطائر.. ورقته وحياته الهادئة.

أرأيتم.. هذا كله وغيره يمكن أن يظهر لنا لو تأملنا في ما حولنا.. وأعجب كثيراً إذ أرى كل شي في واقعي يرحل.. وكل شي يبتعد.. وأرى قسوة الحياة في كل محيط.. ابتداء من موجة بحر تغرق.. وانتهاء بنسمة ريح تخنق.. مروراً بأنياب تمزق.. ومخالب تجرح.. وكل أصناف العذاب.

 

(الصورة بعدسة: براك الخالدي)

بواسطة عبدالله السعد

بين يوم ولادتي وحياتي الحالية أحداث كثيرة..

ماسأدونه هنا بإذن الله يمثل قطعاً من البزل..

ومجموع القطع يصور سيرتي الذاتية..

تعليق واحد على “النورس”

ملامح وترقب .. واحاسيس مجهدة بما تحمله وبما تتوقعه ولا تجده ..
وكأننا مخلوقات كتب عليها العزلة بين قضبان أفكارها

:::
سبحان الله العلى العظيم فى جمال خلقه فى طائر النورس بشكله بتحليقه بعاداته .. يقال انهم لا يجدون له عشا ابدا والله اعلم

تقديرى،،،

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.