التصنيفات
رؤى

المدينة الصناعية

6646218209_6c685218af_o

في العقد الأخير من عمري ارتبطت بالمصانع بشكل كبير.. ومع أنني أحب حياة الريف إلا أن العمل داخل المدن الصناعية وبين الآلآت كان مريحاً لي بشكل أكبر من رفاهية المكاتب. ربما يعود السبب إلى أن التعامل مع الآلآت يعد أسهل مقارنة بالتعامل مع البشر.. وكلما اقتربنا من الإدارات العليا كلما زاد التعب في التعامل، واضطر الإنسان أن يلبس أقنعة وأردية تلائم المواقف التي يمثلها. ولكن المدينة الصناعية ببواباتها العملاقة، ومصانعها، ومداخنها، وطرقها الواسعة لا تبتعد كثيراً عن طبيعة النفس البشرية وصفاتها.

بوابة المدينة تمثل المدخل إلى النفوس.. وبالرغم من اتساعها فإن أوقاتاً تمر بالنفس تشعر فيه بقدرتها على احتواء البشر.. ثم تضيق هذه النفوس فتزدحم المواقف والذكريات والأشخاص.. وتختلط الصور وتمتزج الأصوات فلا تقبل منها شيئاَ ويكون تعطل في السير وتعطل في التواصل الاجتماعي بين الناس.

والحواجز الأرضية.. أو المطبات هي القوانين التي تسنها النفس للتعامل مع الأخرين.. فهناك خطوط لابد من التوقف عندها، وهناك خطوط تمنع التجاوز، ولوحات توجه السير، ولوحات تمنع المرور والدخول، وفي كل منعطف في النفس لوحة، وأمام كل وحدة إنتاج لوحة، وهذه هي النفوس التي تحيط نفسها بالعلامات لتضمن الاستقلال والحصانة. وما القوانين إلا الحياة التي تسن علينا شريعتها، فتحكمنا من خلالها.

الطرق الواسعة تضيق في النفوس.. وهي كذلك في المدن الصناعية.. ولكننا مع تعودنا على مشاكل طرق المدينة أصبحنا نعرف أفضل المسالك للوصول إلى أهدافنا دون أضرار.. أما النفوس فإن تغير اتساعها ينتج عن أهواء أصحابها، فلايمكن التعامل معها بوجه واحد، بل نضطر أن نتتبع رغبات الأشخاص علنا ننال في نفوسهم حظة، أو نجد طريقاً إلى قلوبهم.

أما المصانع العملاقة بمداخنها فليست سوى الأشخاص أنفسهم.. ففي كل نفس مدخلات ومخرجات.. معلومات وسلوك.. ولكن الفرق أن دخان المصانع وزيوتها أقل ضرراً من تنافس غير شريف، أو سلوك غير حميد، يدفعه الرغب والرهب، وتحوط به المصالح والأثرة. فيقع في خلد الإنسان أن التعامل مع المصانع بضجيجها أرق من التعامل مع البشر بعواطفهم الميتة.

إن ماتطلقه النفوس البشرية من الغازات المضرة بالسلوك والتربية والاسقرار النفسي أكثر بكثير مما تطلقه المصانع من دخان ومخلفات، كما وأن التعامل مع غازات المصانع وأضرارها أسهل بكثير من التعامل من الآثار السيئة التي تخلفه النفس الإنسانية في محيطها، بل وفي ابعد من ذلك المحيط.

ومع أن بعض المصانع البشرية تنتج، إلا أن بعض من لديه القدرة على الانتاج، ومعايير الإنتاج، لايسير بحسب الخطط الأفتراضية المرسومة.. فلا هو متقيد بمعايير الجودة في المنتج، من إحسان العمل، وبذل الوسع في الإنجاز، والمبادرة، والعمل بروح الفريق. ولا هو منتج بحسب طاقته الإنتاجية، وقد يخالف أصول الإنسانية فيحتكر في زمن الشح، ويبخل في زمن التضحية من أجل تحقيق العائد الشخصي دون العناية بالجو العام الذي يحوطه ويعيش فيه.

المصانع دلالة النهضة في الأمة، والبشر أيضاً لايقلون عن المصانع أهمية.. وكما نقوم بالصيانة للآلآت فإننا نحتاج إلى تقديم جدول دوري لتفقد الإنسان والعناية بالترسبات التربوية والفكرية التي تملأ عقله وقلبه وتسبب تأخر دورانه وإندماجه مع محيطه ومواكبة الواقع.

وكما للآلآت مواداً استهلاكية فكذلك الإنسان يحتاج إلى مصاريف تشغيلية.. فالابتسامة، والمعلومة، والخدمة، والهدية، والتواصل، والسعي في قضاء حوائج الناس، والكرم، وغير ذلك. كل هذه تمثل مفاتيحاً لاستخراج أفضل النتائج من الآخرين. وهي أيضاً تضمن سلامة المجتمع والعاملين فيه.

إن دخولي إلى المصنع في الصباح وأنا ممتلئ نوماً وخروجي منه آخر النهار باسماً متعباً مشتاقاً إلى أولادي.. أحب إلى من دخول مكتبي مبتسماً ورائحة القهوة تزكم أنفي، وخروجي منه آخر النهار مملوء هماً وضيقاً غافلاً عن أسرتي ونفسي بسبب ضيق صدري مما أسمع وأرى.

وفي كل مقارنة بين البشر وغيرهم أجد نفسي أخرج خاسراً.. لولا الرسالة والتكليف لما كان للنفس قيمة.

(الصورة بعدسة: شيماء kw)

التصنيفات
طائر المئذنة

رحلة إدارية

رحلة إدارية

كان المكان يشبه منتجعاً ريفيًّا بسبب كثرة الخضرة والأشجار وخاصة حول الوحدات السكنية وتحت الشرفات الرئيسة للمباني.. ولو تخيلنا المكان لعرفنا أنه صمم بطريقة تدل على ذوق تجاري لطيف.. ففي يمين الداخل إلى المجمع أقيم صف أبنية علاه قرميد أخضر، ولم يكن في الحقيقة سوى مبان متعلقة بالخدمات العامة، وقد أقيم طريق صخري لطيف طليت أطرافه باللون الأبيض، ثم يتفرع الطريق بطرق أصغر تؤدي إلى المباني ذات الدور الواحد.

واهتم البستاني بتزيين هذه المنطقة إذ إنها مسئولية الإدارة، ولذلك بدت غاية في التشذيب والجمال.. وعلت في الأقصى اليمين نخلة استوائية أعطت المكان مزيداً من الشاعرية.. وفي أسفلها مجموعة كراس شمسية ومكان معد للشواء.

وفي الأمام ومباشرة بعد وحدات الصيانة والخدمات، صف طويل من الوحدات السكنية الرائعة التصميم، والمغطاة بقرميد أحمر نقشت عليه أرقام الوحدات.. وكل وحدة لها مدخلان يؤدي كل واحد منها إلى دور مجهز بغرف نوم وغرفة طعام ومطبخ وغرفة ألعاب وبعض المنافع المهمة وصالة داخلية وشرفة خارجية تصلح لجلسات الشاي والقهوة التركية المشهورة في هذه المنطقة.

وينتهي الصف الطويل بمسبح أولمبي في صالة زجاجية يلحق به ملحق خشبي تغطيه الأشجار ويقع فيه النادي الصحي و السونا والعلاج الطبيعي وغير ذلك مما يهتم به أهل الرياضة.

في الجهة المقابلة تماماً للوحدات السكنية تقع صالة اجتماعات كبيرة مجهزة بأحدث المعدات من وسائل عرض، وخرائط، ونظم معلوماتية وغير ذلك.. وبالقرب من المدخل الرئيس على يسار القادم حديقة استوائية رائعة يتوسطها مبنى صمم على شكل معبد صيني، واتخذته إدارة المجمع مقرًّا لها، وبجانبه وضعت بعض الأقفاص المرتبة على هيئة حديقة حيوان صغيرة وضع فيها بعض الحيوانات النادرة.

هذا هو المكان الذي قررت البعثة إرسالي إليه للاجتماع السنوي لعلماء الإدارة والتخطيط.. وكنت أرى في وجه الرجال نوعاً من الرفاهية المقيتة التي هي في حقيقتها كسل وجبن وتعلق بأسباب الحضارة المادية.. لم أكن متمسكاً تماماً بإسلامي ولكن المكان أعطاني شعوراً بتميزي، وتوقعت أن تطول فترة إقامتي، لذا أرسلت لأخي في طلب مجموعة من الكتب الشرعية التي تتعلق بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم.

انتهى الشهر الأول في برامج مملة نوعاً ما.. ولأن الجميع حضروا بأهاليهم عداي فقد كانت لديهم برامج تخص الأسرة ولكن لم يكن لي مكان كبير فيها لاختلاف الثقافة.. وبدأت أعد مشروعي الذي سأتبناه في هذا المؤتمر الذي هو أقرب لورشة تنظير إداري، وأنهكت نفسي في البحث والتأمل والدراسة والترتيب.. حتى حان موعد إلقاء أطروحتي الإدارية.

–        أنت مجنون يا أحمد؟

–        لا.. لست مجنوناً.

–        كيف لا.. وهذه هي أطروحتك.. أتدري من ستقابل هنا؟

–        نعم.. كل أقطاب الصناعة والإدارة في مختلف دول العالم.

–        جميل.. جميل.. إذاً أنت تعرف حقاً من ستقابل.. ومع ذلك فأطروحتك لا تدل على فهمك.

–        لماذا يا دكتور؟

–        ما دخل الدين في الإدارة والاقتصاد؟

–    … سادنا لحظة صمت ,, ثم قطعتها بردي عليه، ومن قال لك إنني سأتكلم عن الدين.. أنا أتكلم عن الإدارة في عهد رسول الله صلى الله عليه والشيخين.

رد علي مستهزئاً.

–        وهل كانت هناك نظم إدارية في ذلك الزمان؟

–    ربما لم تكن مكتوبة.. ولكن السياسات التي مشوا عليها تعطي عمقاً إداريًّا قويًّا في حياتهم.. وإلا ما قامت الدولة الإسلامية بهذه الصورة القوية والمبدعة في ترتيباتها وتقسيمات المهام فيها.

كنت متحمساً للفكرة بشدة.. وبذلت جهدي طوال شهرين كاملين في دراسة بعض المقاطع التي رأيت فيها قوة إدارية وخاصة المعارك، والعلاقات العامة.. ومنها استطعت أن أرسم الخطوط الكبرى في العلاقات الإدارية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته.

 وبعد كلام رئيس الاجتماع أدركت أنني سأخوض حرباً لإثبات صحة نظرياتي.. وإن كان هذا المسلم واجه الأمر هكذا فكيف ستفعل الشعوب الحمراء والصفراء.

–        معنا الآن الدكتور أحمد..

هكذا أعلن اسمي أمام الجميع وتقدمت أحمل حقيبة وضعت فيها جهاز الحاسوب الخاص بي.. ومجموعة قصاصات دونت فيها أهم المحاور التي سأتطرق إليها.

–        ألقيت التحية.. وساد الصمت.

–    ليس المهم أن أقف هنا أنا أو غيري لطرح نظريات خيالية لمعالجة أوضاع الاقتصاد.. والتصدي للنكبات والأزمات. وتوفير مستويات معيشية مناسبة للمجتمع.. ومن ثم وضع صور مثالية للتطوير. بل المهم أن آتي لكم بسبب يعالج كل ما ذكرته من سلبيات.

–    منذ أكثر من 1424 سنة خرج دين جديد على مجتمع صحراوي لا يعرف من صور الحضارة شيئاً سوى الخمر والنساء وبعض عادات فيها نبل كالكرم والشجاعة مع ما خالطها من الرغبة في المدح وغير ذلك.. ولكن رجلاً خرج من هذه البيئة قاد هؤلاء إلى تحقيق أروع الصور في السلوك والتعامل، مع معطيات الحياة لصنع النجاح من خلالها.. إنه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

سرت همهمة في القاعة الكبيرة.. ولكنني لم التفت إليها بل تابعت حديثي.. وأخذت أسرد في صور سريعة ملامح من الواقع الجاهلي، وبالمقابل صور التغير التي حدثت في المجتمع بعد إسلامه، وكيف تعامل معه أعداؤه بشدة ولكن بالمقابل وثقوا فيه ليقينهم من صدقه.

–    كانت أول صور الإدارة هي ضبط النفس في مواجهة العداء ومقابلة الإساءة بالإحسان، ومع أن العربي يرفض الضيم إلا أنهم امتثلوا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصرف أي منهم بأي تصرف يخالف أمره، ولم يقاتل أحد منهم، وما كانت تنقصهم الشجاعة ولكنه التغير الذي حدث في النفوس.

–    وكانت الزكاة تؤخذ من الأغنياء لتعطى للفقراء لعمل توازن في المجتمع، ثم فتح باب الصدقة لسد ثغرة أكبر، ثم كان التآخي في صورة لم يعرف التاريخ كله مثلها.. إذ كيف نتصور أن يحل أهل مدينة ضيوفاً على مدينة أخرى فيتقاسموا معهم كل شيء ويشاركونهم في حياتهم حتى لا تكاد تعرف من أهل البلد الأصليون. ..وبدأت الفتوح.. فإذا بالبدو ينتظمون في جيوش ويقاتلون في صفوف في سابقة تاريخية ما عرفها الناس وظهرت صور من الإدارة فريدة توِّجت بانتصارات في بدر، وأحد، و القادسية وغيرها. وأما بيت المال فكان مخزن الدولة.. ينتفع به الجميع تحت إدارة الخليفة.. وتكلمت عن مهام الخليفة وطبيعة العلاقة ومعالجة المواقف التي قابلوها.

كنت أتحدث في سعادة ونشوة.. ومع أن الوقت انتهى إلا أن أحداً لم يغادر مكانه أو يقاطعني، بل كان الكل مندهشاً لعرضي للجوانب الإدارية في كل المواقف التي ذكرتها، في الوقت الذي كان البعض ينزوي خجلاً من تاريخه، وقف أقطاب الإدارة في العالم يصفقون ويثنون ويعجبون كيف لم يعرض أحد هذا الكلام من قبل.. وكيف يفرط المسلمون في هذا التراث المجيد.

 

(تصميم الصورة: هنادي الصفيان)

التصنيفات
القصيدة

هل نلتقي؟!

6941760167_b4d818890b_o

“كم قلت أني غير عائدة إليه”

وضحكت حين قرأت ماكتبت..

وذكرت يوم رحيلها..

غضبت وقالت لن أعود..

ولا تعد..

ولتنسَ كل حكايتي..

ارتحت حينا في البعاد..

ولن أعود إلى العنا وإلى الدموع..

وضحكت في سري..

أنا لست حزناً في حياتك..

أنا لست طيفاً عابراً..

الأصل أني هاهنا..

قسمت عمري بيننا..

وأظل في حب هنا..

إن ضاقت الدنيا بوجهك فاعلمي..

أني هنا..

متسامح أهب الحياة كريمة..

لاتخسري قلباً كريماً طالما نسي الاساءة والضرر..

لاترخصي الصدق الذي وهب الكريم وقد غفر..

وتذكري فالقرب ليس مزيةً..

فلكم هجرنا من بعالمنا غدر..

البعض منهم حولنا لكنهم ليسوا هنا..

ولكم ذكرنا صحبة رحلوا وعالمهم حضر..

وتذكري أن التعاسة في البشر، هي أن يكونوا حولنا..

ونظل نشعر أننا في غربة..

ويظل نبض فؤادنا يبكي أسىً متلعثمًا..

العمر يسقط كالخريف..

والقلب يذبل في كدر..

والصدق أسمى مانذر..

 

(الصورة بعدسة: إياس السحيم)

التصنيفات
رسائل إلى نفسي

رفيق الطريق

6081597522_450ec236e1_o

9/7/2011م

المنزل (الصالة).. الساعة 1:35 مساءاً

لانملك اختيار والدينا، لانملك اختيار الموظفين في الشركة التي نعمل فيها (مالم نكن الملاك)، لانملك تحديد من سيكون أخاً أو أختاً لنا، ولكننا نملك اختيار الزوجة، واختيار الأصدقاء.

في الطريق نقابل الكثير، بين مادح معجب لايرى عيوبنا، وبين ذام ناقد لايرى محاسننا، يسعدنا موقف أحدهم بقدر مايسوؤنا موقف الآخر، وتمر الأيام ولا يبقى من المدح والذم إلا أثر الإجراء الذي اتخذناه تجاه المواقف.

التصنيفات
القصيدة

عن انتصارك دافعي

 528110_241225105974361_1192003049_n

وتـقـول لاتـنـكـر فـلـسـتَ بـخـادعي … إنـي رأيـتـك حـاضـناً لمـشاعري

أغـضـيـت طـرفـي وابـتسمت مودعاً … شوقاً يصارع.. يستبيح مدامعي

وهـل الـحـنـان جـريـمة في عصرنا؟ … رفـقـاً بـقـلبٍ قـد أثـار مـواجـعـي

فـي صـدري الأشـواق نـبـض أحـبـة … جـمّـعـتـها ورويـت قصـة خـاشع

أبـصرتكم فـي الـبـيـد يـضـربـها العنا … وسمـعت صوتاً هادئاً بمسامعي

فـحـمـلت في قلبي الحنين وصغته … قـد تـفـضـح الأرواح مـوت الـواقـع

ماحيلتي؟ أو كيف أحتضنُ الأسى؟ … هـل أسـتـطـيع مصاولات الخادع؟

يـغـفـو على قلبـي الحنين فأنثـني … خـوفاً عـلـى روحي تدك مواقعي

إني كـرهـت الحب يـمـلك خافقـي … ورأيـت أجـواء الـمـنـيـة واقـعــــي

هل يملك العشاق ناصـية الهـوى؟ … وهل الـتـراجـع رغـبـتي فتُراجِعي

جـاء الـحنان.. فـهـزني.. ماحـيلتي … فسبى المدامع واسـتباح مرابعي

وزعـمـت أنـي قد قــسوت وإنني … كالـنـجم في مد الفضاء الشاسع

أغـضـيـت عن قـلـب تملكه الأسى … فعن انـتـصارك في المحبة دافعي

(الصورة بعدسة: هنادي الصفيان)

التصنيفات
تربويات

بين مرسي والمعارضة

Slide3

 أنا لا أهتم بالكتابة في السياسة، لأنني أؤمن أنه لاتأثير لكلام شخص مثلي في مواضيعها، فلكي يكون الموضوع مقبولاً يجب أن يحقق عدة شروط ومنها:

– أن يطرح من قبل شخص عرف بالتخصص في الفن والتعمق فيه.

– أن يخاطب شريحة واعية لما يقال متتبعة للتسلسل التاريخي في الموضوع المطروح.

ولأنني لا هذا ولا ذاك فأكتفي بالمشاهدة عن بعد، واهتم بالتأصيل الشرعي الذي يضع معايير الأفعال وردات الأفعال تجاه مايحدث في الساحة.

وحين أقول التأصيل الشرعي فأنا أعني الكلمة بكل أبعادها، فبدون علم شرعي صحيح سيتخبط الإنسان بين المناهج، والإيمان هو الأساس في اختياراتنا، وقد كتبت في وقت سابق عن معايير توجيه الناس وقلت أن الدين هو أقل المعايير تأثيراً في توجيه الناس وقيادتهم، إلا أنه الأعنف والأشد في التوجيه حين تتبناه طائفة من المؤمنين كمنهج حياة.

كذلك كتبت في المذكرات منذ سنين أنه يصعب على صاحب الإنتماء الانصاف، وهذا الانتماء عام، سواء أكان لجماعة إسلامية أو غيرها، فالعمل الحركي يفرض منهجيات عمل على الجماعة تجعلها تختار الرأي الذي يجمعها ويحقق مصلحتها ولو كانت تخالف اختيارات الفرد، وهي مقيدة بقراراتها التي تضمن لها سلامة السير والاندماج في المحيط من حولها لتحقيق مصالحها.

ونجد في التاريخ الإسلامي أن الصحابي “أبو بصير” رضي الله عنه وسعه أخذ موقف لم يسع جماعة المؤمنين في المدينة، ولم ينكر عليه رسول الله عليه وسلم، وليس هذا مكان تحليل الموقف سياسياً وإيمانياً وإنما هي إشارة تؤكد أن “الفرد يسعه مالايسع الجماعة”.

ومع أنني لا أميل للتنظيمات، إلا أنني أفصل بين التنظيم وبين الفرد، فكوني لست مع الإخوان إلا أنني أحب المسلم بغض النظر عن انتمائه، وهذا الحب هو ولاء شرعي، وأرى أن فوز “مرسي” في الانتخابات تعطيه الحق الكامل لنيل فرصة في عرض مشاريعه وقيادة مصر، تماماً كما فعل “مبارك”، وكما يفترض أن يحدث مع التالي.

إن عدم انتمائي للجماعة لايعني بغضي لأفرادها، وموالاتي لأهلها لايعني تبني مناهجها، بل يرد كل ماخالف الشريعة، ويبقى للمسلم حرمته، ومودته، والفرح بهدايته ونصرته، والحزن على البلاء يصيبه.

الأحداث التي جرت في مصر ليست بالغريبة أو المستبعدة، وهي تحقق السنن الكونية ومنها:

– أن الحق لايشترط أن يكون مع الكثرة، فالله يقول: وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين، فتقديم التنازلات مرة بعد مرة لن يرضي جمهوراً عريضاً لايجمعه دين ولا قومية ولا مصالح مشتركة. بل إن عموم الناس ليست مهيأة للقيادة، فالناس كإبل مائة لاتكاد تجد فيهم راحلة.

– أن الانتماء للإسلام والسنة سبب كافٍ لوجود العداوة، ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، وبالتالي فالسياسة الخارجية ستظل أقبية من الترصد والمكائد، وكذلك جزء من السياسة الداخلية التي يفرضها وجود طائفة من أهل الكتاب في الداخل، يضاف إلى هذا وذاك فرق من المبتدعة ممن يحبون أن تشيع البدعة والفاحشة بين المؤمنين.

– التأثير الإعلامي وأثره، والذي وجه رسول الله صلى الله عليه حسان بن ثابت رضي الله عنه أن يستعين بأبي بكر الصديق رضي الله عنه في التعرف على أنساب قريش لكي يتمكن من مواجهة أجهزتهم بنفس الكفاءة، وحين كثرت منابر الضرار خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقطع أصواتهم وأرسل سرايا ليقطع دابر مشركين آذوه في جماعة المؤمنين.

وإعلام المعارضة كان محنكاً يعرف كيف يقدم برامجه في سلاسل متكاملة تخدم أهدافه وتثير مايبدوا أنه نقاط الضعف وتضخمها، تماماً كما حدث في زمن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وانتقال الاخبار بين الأمصار بفساد الولاة ومشاكلهم حتى أصبح أهل كل مصر يحمدون ربهم على العافية، والأمر كله لايتعدى اجتهاداً أو كذبة وضعها دخيل ليفسد على المسلمين سكينتهم، وهذا من شأنه أن يوغر الصدور ويثيرها، ويملئها غضباً على الحق وأهله، ولا يقف الأمر عن المعارضة بل يبدأ في التعدي على أهل الأحلام البسيطة اللذين لم يروا في الحكومة الجديدة باباً لتحقيق المصالح، واستعجلوا للثمرة ولم يدعموها، بل لم يساعدوا في تحقيق النهضة المرجوة.

– الباطل لايمنع الحق من فرصته في المواجهة، ولكنه ينتقي الأضعف ليضعه أمامه في مواجهة، ثم يقول أعطيتكم الفرصة وفشلتم، والضعف والقوة ليس في الجناح العسكري فقط، بل في كل مسارات المواجهة، والمعارضة المصرية كانت تمتلك خبرات رجال في القضاء والجيش يتوقع أنّ منهم من يعارض حقيقة، ومنهم من يخاف على نفسه وسيتبع الموجة الغالبة، ومنهم من هو محايد لم يستفد منه بسبب انفصاله عن التنظيم.

إنني أؤمن أن الخلافة الإسلامية ستقوم حين يريد الله ذلك، وستكون خلافة راشدة على منهاج النبوة، وحتى هذه الخلافة سيخرج جيش لمواجهتها ويخسف الله به الأرض، ولكن هذا سيكون في الوقت الذي يقدره الله، وبغض النظر عن الجماعة التي تولت الحكم في مصر أو في غيرها من بلاد الثورات، وعن مدى قربي أو بعدي عنها وموافقتي أو معارضتي لها، إلا أنتي أتألم لكل مسلم يصيبه الأذى، ولكل شعيرة تحتقر، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

(الصورة من تصميم: فريق العمل في صدارة.. جداول صدارة: بين مرسي والمعارضة)

التصنيفات
المذكرات

تماسك وتلاصق

3607629977_3367fe364f_o

اجتهد في إخفاء الآمي.. لكني أبوح لك أنت.. أنت فقط لأسباب عديدة.. ويكفي أن أقول أنك أخي.. أملي.. رفيق دربي.

أحس بتعب.. ارتفاع حرارة.. ألم مفاصل.. صداع.. ولكني مصر على الكتابة لأنني تعلمت شيئا مهما، في تصوري أنه سيغير الكثير في حياتي.

* وتعلمت أخي.. حقيقة حسن الظن.

إن حسن الظن الحقيقي ليس ذلك الأمر الذي تعطيه لمن يوافقك في آرائك.. بل هو ما تقدمه لإخوانك الذين يخالفونك في وجهة نظرك.. معتمدين في هذه المخالفة على أدلة ضعيفة أو استنباطات ومفاهيم خاطئة.. فتحسن الظن بهم وترى أن غاية الأمر أن هؤلاء يريدون الخير ولكن أخطئوا.. ومن منا ليس ذو خطأ..

إحسان الظن يعني أنني سأتعامل مع الفكرة بغض النظر عن متبنيها، فأفندها وأحاول توجيه الناس للصواب..

حين انتبهت لهذا شعرت بشوق ومحبة لإخواني الذين ظلموني.. غفر الله لهم.. كم علموني قبل ظلمي.. ثم إن وقوعهم في الخطأ لا يبرر أن أقع أنا فيه. بل أحفظ عهدهم وأراعي ودادهم.

* تماسك الدعاة.. وتلاصق الشهوات.

لا بد أن يكون للدعاة فيما بينهم قوة تماسك أكبر من قوة تلاصقهم بالأرض.. والأهل.. وغيرها من العوارض الكثيرة.. فمتى ما تحققت هذه الصفة وجدنا حلاً للكثير من خلافاتنا.. ولنا لقاء.

 (الصورة بعدسة: إياس السحيم)

التصنيفات
تربويات

الأمل القاتل

998395_10151679727293921_1551515174_n

 لأنني إنسان منطقي فأنا غالباً أحكم على الشيء من خلال المعطيات، وأتبنى كثيراً ضرورة وجود معايير يمكن التعامل معها في الأفعال.

حيت أقرأ كتاباً يعجبني فغالباً سأبحث عن الكاتب، سأقرأ سيرته الذاتية، أحلل فكره من خلال مجموعة أطروحات وكتب وكتابات أخرى في نفس المجال أو غيره، المهم أنني سأقرأ الإنسان. ثم أضع الكلام في المواضع الصحيحة كما يظهر لي.

ربما أقرأ كلام ناقد، ولكن الناقد لن يؤثر على نظرتي للكاتب أو للكتاب، كذلك التأثير الذي سيقع في نفسي من فهمي وتحليلي للمواقف، ومن خلال بحثي عن المؤلف ومراحل من حياته الشخصية والأكاديمية والمهنية.

أضع هذه المقدمة من أجل الإشارة لفكرة أشار إليها هتلر في كتاب “كفاحي”، فالكتاب يعجبني في مجمله، وفي كثير من تفصيلاته. ولا يخلو من أمور أرفضها، ولكن لن تعيقني عن التعامل مع الكتاب والاستفادة منه.

الفكرة تتعلق بالأمل.. وكيف أن الأمل قضى على الكثير من الألمان، حين كان عدوهم يأتي ليأخذ بعضهم من المعسكرات ويدرك الباقون أن أولئك سيذهبون للموت، ومع ذلك سيبقون في أماكنهم دون مقاومة على أمل أن يحدث شي يحررهم من عدوهم، كالعفو، أو كقوة صديقة تنقذهم.

ومفهوم الأمل يرتبط بالرجاء، ولكن تعبير الأمل على الوجه لن يدركه الإنسان مالم يره في نفسه أو في المحيطين حوله.

يكون الموت صعباً حين يستخدم الأمل.. لأنك تعيش كل مراحل العذاب، وتتوقع شيئاً يغير الوضع، وتظل تنتقل من مرحلة لأخرى تصبر نفسك، حتى تسقط ميتاً أو تقع في عذاب آخر يلعب بأوتار الأمل.

يكون الأمل قاتلاً إذا لم يتحقق، فالشهيق في صدرك في انتظار الانفجار بضحكة انتصار، قد يعود على قلبك فيقتله تشبعاً بالحسرة. قبضتك التي تشدها لترفع يديك بالنصر ستستمر في الضغط حتى يتدفق الدم هماً وكمداً.

مالم يتحقق الأمل فستظل الدمعة في المحاجر تغالب ألماً، تنتظر الابتسام.. ويموت الإنسان وعينه مبللة بدموع تبكي صاحبها، وتأمل أن تكون دموع فرح.

حين ترى المعلق بالأمل ستعرفه بقليل من التدريب، فإذا كان ساهياً هادئاً، فتأكد أنه يقدم من نفسه مخاطراً بكل شي. العمر، المال، الوقت، الصحة، الذكريات، وحتى الحاجات الأساسية سيبدأ في دفعها لمن حوله وكله أمل أن يحقق من خلالها النجاح.

سيمسك بالهاتف في حزن ليرد على مكالمة يعلم أنها تطلب منه، ولكن يتعلق بالأمل في أن تكون خبراً يعطيه.

سيمسح شعر رأسه ويراقب السقف دون أن يرى شيئاً فيه، غير طيف ذكريات يبتسم له ليربطه بالأمل.

سيمشي وهو مطأطئ يتذكر وقلبه ينبض بعنف بين جنبيه، ويغالب دمعة يشعر بالغربة بسببها، دون أن يجد سبيلاً لدفعها.

حتى الأمل قد يكون سلاحاً للدمار، ولكننا مع الأسف لايمكن أن نسغتني عنه.

 

(الصورة بعدسة: عبدالله السعد)

التصنيفات
بين الإنسانية والمهنية

تفضيلات العميل

حين يتجاوز العميل مشكلة السعر فإنه يضع تفضيلاته للشراء. وتعتمد التفضيلات غالباً على:

• الاحتياجات.. واستخدامات المنتج.

• الرغبات.. وذوق العميل.

يمكٍّنك التعرف على التفضيلات من تحديد البضاعة الأنسب للعرض على العميل.. تابع معنا بعض مايفضله العميل:

لتحميل العرض.. تفضل من هنا:

Sadarah 5th-008.. تفضيلات العميل.. عرض from Sadarah

الملخص:

يؤثر في قرار العميل بعض المعايير، وهي تمثل تفصيلاته ومنها:

1. النوع.

2. اللون.

3. النقش.

4. الخامة.

5. الوكيل.

(الصورة بعدسة: هناء الجنيدل)

التصنيفات
رؤى

الطبيعة القاتلة

6357313887_657e962190_o

أعشق الريف، لا أميل للمدن، وحتى في حبي للمدينة أحب مستوى معينٍ من الرفاهية والخدمات، لأن رحلتي عكسية، الأصل عندي هو الريف، الهدوء والطبيعة، كل التضاريس تأسرني، مهما بلغت قسوتها أو سمّيتها، يتساوى عندي البركان بغازاته، والبحر بأمواجه، والصحراء برمالها، والجبال بصخورها ووديانها. المرأة عندي عالم من الطبيعة، تحتوي كل التضاريس، وتمتد على طول الزمان والمكان في حياتي، مراحل عمري منذ الولادة وحتى لحظتي الحالية، وجغرافيتي المعيشية والدراسية والمهنية والسياحية.

الغابة الاستوائية غنية بالأشجار والمخلوقات، تعدد الألوان والأصوات والروائح سيربطني بتنوع المرأة في الكرة الزرقاء، ويوحي لي كذلك بتعدد طباعها وأساليب تعاملها، التنوع في الكم والكيف تاركاً لك الخيارات الغنية والقاتلة، الرائحة الطيبة والغاز الذي يمزق جيوبك الأنفية وصدرك ويتركك مختنقاً جاحظة عينك من الرعب والألم، المرأة في جمال ألوانها وسميتها الخادعة. في عطائها الامتناهي وفي شراكها الخادعة. تغريك الغابة بألوانها، تتابع الحيوانات في غفلة عن قسوتها، تتأمل جيوش الطبيعة غافلاً عن خطرها، تعانق الأشجار وغصونها والأرض تحتك أوتاد حادة تمزق قدميك، برغم جمال الغابات إلا أنها تحيط بك فتفقد الطريق تائهاً في تفاصيلها. برغم خارطة الألوان من حولك إلا أن الرطوبة تلتصق بك، تحاول خلع ثوبها فلا تقدر، تفقد احساسك بالجمال حين تشعر بالخطر، ومع المرأة يأتي الشعور بالخطر متأخراً، يأتي وقد قررت الانتحار بين يديها وفي محيطها.

اللون الأزرق الهادئ يفاجئك بارتفاع ليغرقك، هكذا هي المرأة في تقلباتها ومشاعرها المفاجئة، باردة متماسكة لآخر لحظة، ثائرة متحفزة لأقصى درجة، من الذي سيتعلم السباحة والإبحار؟! كلما أعطيتها أكثر رحلت معها أكثر، من لايعرف السباحة سيقف على الشاطئ يراقبها دون أن يفهم مابها، من يغامر سيتعلم أن يخوض في تفاصيلها ولكن سيبتلع الكثير من الماء قبل أن يتمكن من العوم، وكلما تمرس أكثر أصبح أكثر مهارة في السباحة والتعرف على التفاصيل، والبعض بحار وقبطان، يدير الوسائل من حوله ليرحل في محيطاتها بعيداً عن ضوضاء الجالسين على الرصيف أو المتمددين على الشاطئ. وبرغم القدرة على الإبحار تفاجئهم الأمواج في لحظة، أو تبتلعهم دوامة، أو يتوهون لتحرقهم الشمس والملوحة.

الرمال الذهبية الحارقة تكون موئلاً للناس في فترات الربيع، تشق جدب أرضها بزور حملتها الطيور والدواب، أو نواة تمر ألقاها عابر سبيل ذات يوم، الأرض المتناقضة بين القسوة والجمال، والماء المتحرك تحت أمواج الرمال، وفسائل النخل المتناثرة تدل على الحياة والخصب بصورة من صورها، تفاجئنا الصحراء باحتوائها لحيوات متعددة كما تفاجئنا المرأة الجافة التي لانتوقع أن لها قلباً ينبض في صدرها، أو نشعر بسريان الماء في عروقها كالماء في باطن الصحراء.

المراعي الخضراء الممتدة على طول شريط الأفق تشعرك بالسعادة، دلالات الخصب والتنوع كثيرة، الأرض تنتج، والبطن تنتج، نتاج الخير في المحاصيل وفي الدواب كثير بحمد الله، هذه الأرض كالمرأة التي تعطيك الذرية الطيبة المباركة، وتعطيك الحب والحنان والثبات في المواقف، سهلة كسهولة المرعى، خصبة كالأرض، طيبة كمحاصيلها، يمكنك أن تأوي إليها مكتفياً بحدودها، لكن روح المغامرة لدى الرجل تقوده أحياناً خارج حدودها، فيحرم من ثمارها، ويعود إليها وقد مزقته الأيام.

يظهر للمتأمل أن السهوب الخضراء كافية للمعيشة، وهي كذلك بالفعل لمن فقد روح المغامرة وحب الاستكشاف، وبينما يرى البعض البحر قاتلاً مرعباً يرى آخرين اللؤلؤ في أصدافه، والصحراء القاتلة الحارقة تمثل الخيار الأفضل للباحثين عن الصمت والهدوء، بين التفاصيل تنتقل، في عالم أقل مانصفه به “الاتساع”، عالم لانمثل فيه إلا القليل، نرتبط به ونعشق تفاصيل التفاصيل، نسعى لاكتساب المزيد من النقاط فيه، ونقف في لحظة لنجد أنفسنا وقد حققنا مانريد، وفقدنا شيئاً من ذواتنا.

المرأة متنوعة كالطبيعة، غنية كمعادنها، قاتلة كوحوشها، قاسية كتضاريسها، كريمة كبحرها، غامضة كالأعماق، محلقة كالسحابة، ساذجة كطفل، ماكرة كساحرة، تحب الخضوع، لكنها لاتحب الاحتقار والاهانة، المرأة تحتاج رجلاً يحميها، لكنها قادرة على مواجهة أقسى الرجال، المرأة ضعيفة، لكنها قوية يعتمد عليها، لذلك لا أتحدى المرأة أبداً، هذه الإنسانة المتناقضة مليئة بالرقة والقسوة، يمكن أن تكون كل شيء، الرحمة والعذاب.

 

(الصورة بعدسة: عبدالله الشثري)