التصنيفات
رسائل إلى نفسي

الحياة في الموت

3589154888_76c33b15ed_o

8/8/2011م

بيت البدر (الملحق).. الساعة 9:20 مساءً

الموت من حولنا متعدد الصور، موت يسير على قدميه غافلاً، وموت يسير يراقب صفحات التقويم لينتظر الرحيل، موت نألفه حتى يقسى القلب فلا نتأثر لمشاهدته، يتكرر في كل يوم بكافة التفاصيل فلا نستوعب العمليات، حين ترى منظر الطفل في الصومال ستتأثر، ولكنني أعرف قلوباً لم تتأثر، ليس لقسوتها وعدم شعورها بما ترى، بل لأنها تنظر إلى الموت والحياة كشيء متكرر ليس بالشي المؤثر أو المدهش.

التصنيفات
رؤى

السنجاب

6250498399_cef87b8a27_b

هناك تشابه بصورة من الصور، بيننا وبين بعض الحيوانات الأليفة التي نسمع عنها وربما رباها البعض منا. ولنأخذ مثلاً على ذلك السنجاب، حيوان جميل يعيش في الغابات، ولأن الجزيرة صحراوية فهي لاتمثل الموطن المناسب له، مع أنني قد اقتنيت واحداً وكنت أشعر بالتميز لأجواء الخيال التي أضافها إلى منطقتي الفكرية.

القفص الصغير الذي هيأته له كان يمثل بيئة الاستقرار التي أحلم بها ويحلم بها كل موظف، كما وأن الدولاب الخشبي الذي يجري داخله كان يمثل طرق وصولنا إلى أهدافنا، وحالنا في الجري واللهاث يشبه السنجاب الصغير المنطلق داخل العجلة.

لا يتعدى واقعنا القفص، بينما تنطلق أفكارنا إلى الخارج بسرعة مذهلة، وكأننا وصلنا إلى قمة مساحة الحرية في بيئة السنجاب الحقيقة وارتقينا آمالنا بسرعة ارتقائه اشجار الغابة.

بعض الناس يخلطون بين الواقع والخيال، فيرفض الاقتناع بأنه محبوس في قفص، محبوس في الوظيفة، أو في المنزل المسـتاجر، أو في المؤهل المتواضع، أو في الطموحات الصغيرة. ويصر أن يجري مغمضاً عينيه ويشعر بملامسة السحاب والسماء الواسعة من حوله، ويحقق لنفسه السعادة، ولكنه لن يجرؤ على فتح عينيه، لأنه سيصطدم بلا شك بالدولاب الذي يجري داخله أو بجدران القفص.

كلنا يريد مساحة الاستقرار هذه، ولكن هناك فرق بين شخص وآخر في تعاملنا مع المعطيات وواقعيتنا في الحكم، الحياة التي نصنعها بخيالنا لاتمثل حقيقة عند الآخرين، وربما كانوا يعيشون الوهم نفسه، ولكنهم أقدر على رؤية أوهام الآخرين، من التبصر بأوهامهم.

الدولاب هو مفذنا الوحيد للحرية والإنطلاق، سنظل نجري داخله محققين الوصول إلى الأهداف، ثم ننزل مرة أخرى مرتطمين بإناء واقعيتنا أو بماء عيوننا المبعثرة على الأرض الصغيرة للقفص. وبالرغم من ذلك فالجري يشعرنا بالرضا، وقد نقنع أنفسنا بوصولنا إلى الرضا وعدم الأسى على مالم يتم تحقيقة ومالم نلامسه، ولكن الرضا الذي سيتشكل في داخلنا ليس الصورة الصحيحة التي يراها من هم في الخارج.

في الخارج هناك عالم أكبر من عالم الداخل.. وهناك عيون تراقبنا:

–       فعين هي التي تسببت في وضعنا في القفص، وقد يتم ذلك الأمر بعدة طرق:

* بطريقة مباشرة من خلال فرض القيود الفكرية والنفسية علينا.

* بطريقة غير مباشرة من خلال إعطائنا صور وهمية أشبه ماتكون بالتنويم المغناطيسي، وعلى المدى البعيد أدى ذلك إلى غياب الحقيقة عند الكثير واقتناعه بأن القفص هو البيئة الحقيقية.

–       وعين ترانا وتبتسم لنا في حال نجاحنا في التأقلم مع بيئتنا الصغيرة، ولكنها لم تساهم في تحريرنا، وقد ترى أن هذا المكان حقيقي بشكل من الأشكال، وهو الأنسب لإمكانياتنا.

–       وعين سنجاب حر يجري بين القفص وبين الأشجار في محاولة لاستدراجنا وتحريرنا، واقناعنا بأن نتبعه إلى الخارج حيث الحياة الحقيقة. ومشاعره تتأرجح بين أمرين:

* الألم لرؤيته واحداً من بني جنسه محبوس في يد صياد.

* العجب حين يرى سنجاباً مقتنعاً بالعيش في قفص، متخلياً عن المساحات الواسعة في الخارج.

بالنسبة لي هناك فرق بين بيئة حتى لو كانت صغيرة ومليئة بالمخاطر ولكنها حقيقية، وبين بيئة توفر لي الحد الأدنى من الاحتياجات، أو توفر لي كماليات لا أريدها وافقد ضروريات أنا في أشد الحاجة إليها.

والبيئة الخارجة على خطورتها إلا أن فرصي في الحياة فيها أكبر. وبالمقارنة بين الداخل والخارج سنصل إلى الآتي:

–       الخطر الداخلي.. يتمثل في: نسيان أوقات طعامنا، غياب العناصر الرئيسية في المعطيات التي تلبي احتياجاتنا ويتم تقديمها لنا، العبث من الأطفال، ونوبات الغضب التي تعتري المنعم علينا بالقفص، وغير ذلك.

–       الخطر الخارجي.. يتمثل في: كواسر تسعى لاقتناصنا، صيادون يريدون وضعنا في قفص، وغير ذلك.

ولكن فرص النجاة في الخارج أكثر.. فلن تجد سنجاباً يستسلم لصياد أو لكاسر من الوحش أو الطير، ولكن المساحة الضيقة في الداخل ستجعلنا في متناول كل يد تريد إيذائنا، وفي النهاية تمرض قلوبنا ونموت أو تموت.

 

(الصورة بعدسة: Barbara)

التصنيفات
القصيدة

لايعلمون

5123097142_cc97ac3a31_o

لا يعلمون..

بما يدور بخاطري..

لا يشعرون..

بنبض صوتك داخلي..

لا يدركون..

بأن كل قصيدة..

هي ترجمات مشاعري..

وأن كل سعادتي..

تبكي رحيل سعادتي..

وأن فجري حالك وأن ليلي قاتلي..

يا أنت..

يا صوت المبادئ راعد..

يا كف حب صادق..

يا بسمة القلب النقي..

هل تقبلي!!

مني جميع خواطري؟

(الصورة بعدسة: إياس السحيم)

التصنيفات
رؤى

المدينة الصناعية

6646218209_6c685218af_o

في العقد الأخير من عمري ارتبطت بالمصانع بشكل كبير.. ومع أنني أحب حياة الريف إلا أن العمل داخل المدن الصناعية وبين الآلآت كان مريحاً لي بشكل أكبر من رفاهية المكاتب. ربما يعود السبب إلى أن التعامل مع الآلآت يعد أسهل مقارنة بالتعامل مع البشر.. وكلما اقتربنا من الإدارات العليا كلما زاد التعب في التعامل، واضطر الإنسان أن يلبس أقنعة وأردية تلائم المواقف التي يمثلها. ولكن المدينة الصناعية ببواباتها العملاقة، ومصانعها، ومداخنها، وطرقها الواسعة لا تبتعد كثيراً عن طبيعة النفس البشرية وصفاتها.

بوابة المدينة تمثل المدخل إلى النفوس.. وبالرغم من اتساعها فإن أوقاتاً تمر بالنفس تشعر فيه بقدرتها على احتواء البشر.. ثم تضيق هذه النفوس فتزدحم المواقف والذكريات والأشخاص.. وتختلط الصور وتمتزج الأصوات فلا تقبل منها شيئاَ ويكون تعطل في السير وتعطل في التواصل الاجتماعي بين الناس.

والحواجز الأرضية.. أو المطبات هي القوانين التي تسنها النفس للتعامل مع الأخرين.. فهناك خطوط لابد من التوقف عندها، وهناك خطوط تمنع التجاوز، ولوحات توجه السير، ولوحات تمنع المرور والدخول، وفي كل منعطف في النفس لوحة، وأمام كل وحدة إنتاج لوحة، وهذه هي النفوس التي تحيط نفسها بالعلامات لتضمن الاستقلال والحصانة. وما القوانين إلا الحياة التي تسن علينا شريعتها، فتحكمنا من خلالها.

الطرق الواسعة تضيق في النفوس.. وهي كذلك في المدن الصناعية.. ولكننا مع تعودنا على مشاكل طرق المدينة أصبحنا نعرف أفضل المسالك للوصول إلى أهدافنا دون أضرار.. أما النفوس فإن تغير اتساعها ينتج عن أهواء أصحابها، فلايمكن التعامل معها بوجه واحد، بل نضطر أن نتتبع رغبات الأشخاص علنا ننال في نفوسهم حظة، أو نجد طريقاً إلى قلوبهم.

أما المصانع العملاقة بمداخنها فليست سوى الأشخاص أنفسهم.. ففي كل نفس مدخلات ومخرجات.. معلومات وسلوك.. ولكن الفرق أن دخان المصانع وزيوتها أقل ضرراً من تنافس غير شريف، أو سلوك غير حميد، يدفعه الرغب والرهب، وتحوط به المصالح والأثرة. فيقع في خلد الإنسان أن التعامل مع المصانع بضجيجها أرق من التعامل مع البشر بعواطفهم الميتة.

إن ماتطلقه النفوس البشرية من الغازات المضرة بالسلوك والتربية والاسقرار النفسي أكثر بكثير مما تطلقه المصانع من دخان ومخلفات، كما وأن التعامل مع غازات المصانع وأضرارها أسهل بكثير من التعامل من الآثار السيئة التي تخلفه النفس الإنسانية في محيطها، بل وفي ابعد من ذلك المحيط.

ومع أن بعض المصانع البشرية تنتج، إلا أن بعض من لديه القدرة على الانتاج، ومعايير الإنتاج، لايسير بحسب الخطط الأفتراضية المرسومة.. فلا هو متقيد بمعايير الجودة في المنتج، من إحسان العمل، وبذل الوسع في الإنجاز، والمبادرة، والعمل بروح الفريق. ولا هو منتج بحسب طاقته الإنتاجية، وقد يخالف أصول الإنسانية فيحتكر في زمن الشح، ويبخل في زمن التضحية من أجل تحقيق العائد الشخصي دون العناية بالجو العام الذي يحوطه ويعيش فيه.

المصانع دلالة النهضة في الأمة، والبشر أيضاً لايقلون عن المصانع أهمية.. وكما نقوم بالصيانة للآلآت فإننا نحتاج إلى تقديم جدول دوري لتفقد الإنسان والعناية بالترسبات التربوية والفكرية التي تملأ عقله وقلبه وتسبب تأخر دورانه وإندماجه مع محيطه ومواكبة الواقع.

وكما للآلآت مواداً استهلاكية فكذلك الإنسان يحتاج إلى مصاريف تشغيلية.. فالابتسامة، والمعلومة، والخدمة، والهدية، والتواصل، والسعي في قضاء حوائج الناس، والكرم، وغير ذلك. كل هذه تمثل مفاتيحاً لاستخراج أفضل النتائج من الآخرين. وهي أيضاً تضمن سلامة المجتمع والعاملين فيه.

إن دخولي إلى المصنع في الصباح وأنا ممتلئ نوماً وخروجي منه آخر النهار باسماً متعباً مشتاقاً إلى أولادي.. أحب إلى من دخول مكتبي مبتسماً ورائحة القهوة تزكم أنفي، وخروجي منه آخر النهار مملوء هماً وضيقاً غافلاً عن أسرتي ونفسي بسبب ضيق صدري مما أسمع وأرى.

وفي كل مقارنة بين البشر وغيرهم أجد نفسي أخرج خاسراً.. لولا الرسالة والتكليف لما كان للنفس قيمة.

(الصورة بعدسة: شيماء kw)

التصنيفات
القصيدة

هل نلتقي؟!

6941760167_b4d818890b_o

“كم قلت أني غير عائدة إليه”

وضحكت حين قرأت ماكتبت..

وذكرت يوم رحيلها..

غضبت وقالت لن أعود..

ولا تعد..

ولتنسَ كل حكايتي..

ارتحت حينا في البعاد..

ولن أعود إلى العنا وإلى الدموع..

وضحكت في سري..

أنا لست حزناً في حياتك..

أنا لست طيفاً عابراً..

الأصل أني هاهنا..

قسمت عمري بيننا..

وأظل في حب هنا..

إن ضاقت الدنيا بوجهك فاعلمي..

أني هنا..

متسامح أهب الحياة كريمة..

لاتخسري قلباً كريماً طالما نسي الاساءة والضرر..

لاترخصي الصدق الذي وهب الكريم وقد غفر..

وتذكري فالقرب ليس مزيةً..

فلكم هجرنا من بعالمنا غدر..

البعض منهم حولنا لكنهم ليسوا هنا..

ولكم ذكرنا صحبة رحلوا وعالمهم حضر..

وتذكري أن التعاسة في البشر، هي أن يكونوا حولنا..

ونظل نشعر أننا في غربة..

ويظل نبض فؤادنا يبكي أسىً متلعثمًا..

العمر يسقط كالخريف..

والقلب يذبل في كدر..

والصدق أسمى مانذر..

 

(الصورة بعدسة: إياس السحيم)

التصنيفات
رسائل إلى نفسي

رفيق الطريق

6081597522_450ec236e1_o

9/7/2011م

المنزل (الصالة).. الساعة 1:35 مساءاً

لانملك اختيار والدينا، لانملك اختيار الموظفين في الشركة التي نعمل فيها (مالم نكن الملاك)، لانملك تحديد من سيكون أخاً أو أختاً لنا، ولكننا نملك اختيار الزوجة، واختيار الأصدقاء.

في الطريق نقابل الكثير، بين مادح معجب لايرى عيوبنا، وبين ذام ناقد لايرى محاسننا، يسعدنا موقف أحدهم بقدر مايسوؤنا موقف الآخر، وتمر الأيام ولا يبقى من المدح والذم إلا أثر الإجراء الذي اتخذناه تجاه المواقف.

التصنيفات
القصيدة

عن انتصارك دافعي

 528110_241225105974361_1192003049_n

وتـقـول لاتـنـكـر فـلـسـتَ بـخـادعي … إنـي رأيـتـك حـاضـناً لمـشاعري

أغـضـيـت طـرفـي وابـتسمت مودعاً … شوقاً يصارع.. يستبيح مدامعي

وهـل الـحـنـان جـريـمة في عصرنا؟ … رفـقـاً بـقـلبٍ قـد أثـار مـواجـعـي

فـي صـدري الأشـواق نـبـض أحـبـة … جـمّـعـتـها ورويـت قصـة خـاشع

أبـصرتكم فـي الـبـيـد يـضـربـها العنا … وسمـعت صوتاً هادئاً بمسامعي

فـحـمـلت في قلبي الحنين وصغته … قـد تـفـضـح الأرواح مـوت الـواقـع

ماحيلتي؟ أو كيف أحتضنُ الأسى؟ … هـل أسـتـطـيع مصاولات الخادع؟

يـغـفـو على قلبـي الحنين فأنثـني … خـوفاً عـلـى روحي تدك مواقعي

إني كـرهـت الحب يـمـلك خافقـي … ورأيـت أجـواء الـمـنـيـة واقـعــــي

هل يملك العشاق ناصـية الهـوى؟ … وهل الـتـراجـع رغـبـتي فتُراجِعي

جـاء الـحنان.. فـهـزني.. ماحـيلتي … فسبى المدامع واسـتباح مرابعي

وزعـمـت أنـي قد قــسوت وإنني … كالـنـجم في مد الفضاء الشاسع

أغـضـيـت عن قـلـب تملكه الأسى … فعن انـتـصارك في المحبة دافعي

(الصورة بعدسة: هنادي الصفيان)

التصنيفات
تربويات

بين مرسي والمعارضة

Slide3

 أنا لا أهتم بالكتابة في السياسة، لأنني أؤمن أنه لاتأثير لكلام شخص مثلي في مواضيعها، فلكي يكون الموضوع مقبولاً يجب أن يحقق عدة شروط ومنها:

– أن يطرح من قبل شخص عرف بالتخصص في الفن والتعمق فيه.

– أن يخاطب شريحة واعية لما يقال متتبعة للتسلسل التاريخي في الموضوع المطروح.

ولأنني لا هذا ولا ذاك فأكتفي بالمشاهدة عن بعد، واهتم بالتأصيل الشرعي الذي يضع معايير الأفعال وردات الأفعال تجاه مايحدث في الساحة.

وحين أقول التأصيل الشرعي فأنا أعني الكلمة بكل أبعادها، فبدون علم شرعي صحيح سيتخبط الإنسان بين المناهج، والإيمان هو الأساس في اختياراتنا، وقد كتبت في وقت سابق عن معايير توجيه الناس وقلت أن الدين هو أقل المعايير تأثيراً في توجيه الناس وقيادتهم، إلا أنه الأعنف والأشد في التوجيه حين تتبناه طائفة من المؤمنين كمنهج حياة.

كذلك كتبت في المذكرات منذ سنين أنه يصعب على صاحب الإنتماء الانصاف، وهذا الانتماء عام، سواء أكان لجماعة إسلامية أو غيرها، فالعمل الحركي يفرض منهجيات عمل على الجماعة تجعلها تختار الرأي الذي يجمعها ويحقق مصلحتها ولو كانت تخالف اختيارات الفرد، وهي مقيدة بقراراتها التي تضمن لها سلامة السير والاندماج في المحيط من حولها لتحقيق مصالحها.

ونجد في التاريخ الإسلامي أن الصحابي “أبو بصير” رضي الله عنه وسعه أخذ موقف لم يسع جماعة المؤمنين في المدينة، ولم ينكر عليه رسول الله عليه وسلم، وليس هذا مكان تحليل الموقف سياسياً وإيمانياً وإنما هي إشارة تؤكد أن “الفرد يسعه مالايسع الجماعة”.

ومع أنني لا أميل للتنظيمات، إلا أنني أفصل بين التنظيم وبين الفرد، فكوني لست مع الإخوان إلا أنني أحب المسلم بغض النظر عن انتمائه، وهذا الحب هو ولاء شرعي، وأرى أن فوز “مرسي” في الانتخابات تعطيه الحق الكامل لنيل فرصة في عرض مشاريعه وقيادة مصر، تماماً كما فعل “مبارك”، وكما يفترض أن يحدث مع التالي.

إن عدم انتمائي للجماعة لايعني بغضي لأفرادها، وموالاتي لأهلها لايعني تبني مناهجها، بل يرد كل ماخالف الشريعة، ويبقى للمسلم حرمته، ومودته، والفرح بهدايته ونصرته، والحزن على البلاء يصيبه.

الأحداث التي جرت في مصر ليست بالغريبة أو المستبعدة، وهي تحقق السنن الكونية ومنها:

– أن الحق لايشترط أن يكون مع الكثرة، فالله يقول: وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين، فتقديم التنازلات مرة بعد مرة لن يرضي جمهوراً عريضاً لايجمعه دين ولا قومية ولا مصالح مشتركة. بل إن عموم الناس ليست مهيأة للقيادة، فالناس كإبل مائة لاتكاد تجد فيهم راحلة.

– أن الانتماء للإسلام والسنة سبب كافٍ لوجود العداوة، ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، وبالتالي فالسياسة الخارجية ستظل أقبية من الترصد والمكائد، وكذلك جزء من السياسة الداخلية التي يفرضها وجود طائفة من أهل الكتاب في الداخل، يضاف إلى هذا وذاك فرق من المبتدعة ممن يحبون أن تشيع البدعة والفاحشة بين المؤمنين.

– التأثير الإعلامي وأثره، والذي وجه رسول الله صلى الله عليه حسان بن ثابت رضي الله عنه أن يستعين بأبي بكر الصديق رضي الله عنه في التعرف على أنساب قريش لكي يتمكن من مواجهة أجهزتهم بنفس الكفاءة، وحين كثرت منابر الضرار خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقطع أصواتهم وأرسل سرايا ليقطع دابر مشركين آذوه في جماعة المؤمنين.

وإعلام المعارضة كان محنكاً يعرف كيف يقدم برامجه في سلاسل متكاملة تخدم أهدافه وتثير مايبدوا أنه نقاط الضعف وتضخمها، تماماً كما حدث في زمن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وانتقال الاخبار بين الأمصار بفساد الولاة ومشاكلهم حتى أصبح أهل كل مصر يحمدون ربهم على العافية، والأمر كله لايتعدى اجتهاداً أو كذبة وضعها دخيل ليفسد على المسلمين سكينتهم، وهذا من شأنه أن يوغر الصدور ويثيرها، ويملئها غضباً على الحق وأهله، ولا يقف الأمر عن المعارضة بل يبدأ في التعدي على أهل الأحلام البسيطة اللذين لم يروا في الحكومة الجديدة باباً لتحقيق المصالح، واستعجلوا للثمرة ولم يدعموها، بل لم يساعدوا في تحقيق النهضة المرجوة.

– الباطل لايمنع الحق من فرصته في المواجهة، ولكنه ينتقي الأضعف ليضعه أمامه في مواجهة، ثم يقول أعطيتكم الفرصة وفشلتم، والضعف والقوة ليس في الجناح العسكري فقط، بل في كل مسارات المواجهة، والمعارضة المصرية كانت تمتلك خبرات رجال في القضاء والجيش يتوقع أنّ منهم من يعارض حقيقة، ومنهم من يخاف على نفسه وسيتبع الموجة الغالبة، ومنهم من هو محايد لم يستفد منه بسبب انفصاله عن التنظيم.

إنني أؤمن أن الخلافة الإسلامية ستقوم حين يريد الله ذلك، وستكون خلافة راشدة على منهاج النبوة، وحتى هذه الخلافة سيخرج جيش لمواجهتها ويخسف الله به الأرض، ولكن هذا سيكون في الوقت الذي يقدره الله، وبغض النظر عن الجماعة التي تولت الحكم في مصر أو في غيرها من بلاد الثورات، وعن مدى قربي أو بعدي عنها وموافقتي أو معارضتي لها، إلا أنتي أتألم لكل مسلم يصيبه الأذى، ولكل شعيرة تحتقر، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

(الصورة من تصميم: فريق العمل في صدارة.. جداول صدارة: بين مرسي والمعارضة)

التصنيفات
تربويات

الأمل القاتل

998395_10151679727293921_1551515174_n

 لأنني إنسان منطقي فأنا غالباً أحكم على الشيء من خلال المعطيات، وأتبنى كثيراً ضرورة وجود معايير يمكن التعامل معها في الأفعال.

حيت أقرأ كتاباً يعجبني فغالباً سأبحث عن الكاتب، سأقرأ سيرته الذاتية، أحلل فكره من خلال مجموعة أطروحات وكتب وكتابات أخرى في نفس المجال أو غيره، المهم أنني سأقرأ الإنسان. ثم أضع الكلام في المواضع الصحيحة كما يظهر لي.

ربما أقرأ كلام ناقد، ولكن الناقد لن يؤثر على نظرتي للكاتب أو للكتاب، كذلك التأثير الذي سيقع في نفسي من فهمي وتحليلي للمواقف، ومن خلال بحثي عن المؤلف ومراحل من حياته الشخصية والأكاديمية والمهنية.

أضع هذه المقدمة من أجل الإشارة لفكرة أشار إليها هتلر في كتاب “كفاحي”، فالكتاب يعجبني في مجمله، وفي كثير من تفصيلاته. ولا يخلو من أمور أرفضها، ولكن لن تعيقني عن التعامل مع الكتاب والاستفادة منه.

الفكرة تتعلق بالأمل.. وكيف أن الأمل قضى على الكثير من الألمان، حين كان عدوهم يأتي ليأخذ بعضهم من المعسكرات ويدرك الباقون أن أولئك سيذهبون للموت، ومع ذلك سيبقون في أماكنهم دون مقاومة على أمل أن يحدث شي يحررهم من عدوهم، كالعفو، أو كقوة صديقة تنقذهم.

ومفهوم الأمل يرتبط بالرجاء، ولكن تعبير الأمل على الوجه لن يدركه الإنسان مالم يره في نفسه أو في المحيطين حوله.

يكون الموت صعباً حين يستخدم الأمل.. لأنك تعيش كل مراحل العذاب، وتتوقع شيئاً يغير الوضع، وتظل تنتقل من مرحلة لأخرى تصبر نفسك، حتى تسقط ميتاً أو تقع في عذاب آخر يلعب بأوتار الأمل.

يكون الأمل قاتلاً إذا لم يتحقق، فالشهيق في صدرك في انتظار الانفجار بضحكة انتصار، قد يعود على قلبك فيقتله تشبعاً بالحسرة. قبضتك التي تشدها لترفع يديك بالنصر ستستمر في الضغط حتى يتدفق الدم هماً وكمداً.

مالم يتحقق الأمل فستظل الدمعة في المحاجر تغالب ألماً، تنتظر الابتسام.. ويموت الإنسان وعينه مبللة بدموع تبكي صاحبها، وتأمل أن تكون دموع فرح.

حين ترى المعلق بالأمل ستعرفه بقليل من التدريب، فإذا كان ساهياً هادئاً، فتأكد أنه يقدم من نفسه مخاطراً بكل شي. العمر، المال، الوقت، الصحة، الذكريات، وحتى الحاجات الأساسية سيبدأ في دفعها لمن حوله وكله أمل أن يحقق من خلالها النجاح.

سيمسك بالهاتف في حزن ليرد على مكالمة يعلم أنها تطلب منه، ولكن يتعلق بالأمل في أن تكون خبراً يعطيه.

سيمسح شعر رأسه ويراقب السقف دون أن يرى شيئاً فيه، غير طيف ذكريات يبتسم له ليربطه بالأمل.

سيمشي وهو مطأطئ يتذكر وقلبه ينبض بعنف بين جنبيه، ويغالب دمعة يشعر بالغربة بسببها، دون أن يجد سبيلاً لدفعها.

حتى الأمل قد يكون سلاحاً للدمار، ولكننا مع الأسف لايمكن أن نسغتني عنه.

 

(الصورة بعدسة: عبدالله السعد)

التصنيفات
بين الإنسانية والمهنية

تفضيلات العميل

حين يتجاوز العميل مشكلة السعر فإنه يضع تفضيلاته للشراء. وتعتمد التفضيلات غالباً على:

• الاحتياجات.. واستخدامات المنتج.

• الرغبات.. وذوق العميل.

يمكٍّنك التعرف على التفضيلات من تحديد البضاعة الأنسب للعرض على العميل.. تابع معنا بعض مايفضله العميل:

لتحميل العرض.. تفضل من هنا:

Sadarah 5th-008.. تفضيلات العميل.. عرض from Sadarah

الملخص:

يؤثر في قرار العميل بعض المعايير، وهي تمثل تفصيلاته ومنها:

1. النوع.

2. اللون.

3. النقش.

4. الخامة.

5. الوكيل.

(الصورة بعدسة: هناء الجنيدل)