التصنيفات
همسات

أدباء ومدربون

 

أسوأ تجربتين تمر على الثقافة هما:

  • سيل المسميات الكبيرة التي أغرقت بها الساحة، كالمدرب المعتمد، المدرب المحترف، المدرب العالمي، وغير ذلك.
  • فتح الأبواب بلا ضوابط ليكتب ويشارك من ليس مؤهلاً في علم ولا فكر ولا أدب.

التدريب يقوم على أمرين:

  1. توفر المعلومة النظرية والتي تأتي من خلال:
  • الدراسة.
  • القراءة.
  • البحث.
  • والتدريب نفسه كمدرب أو متدرب.
  1. الممارسة الحقيقية للمهام.. والعمل في ميادين فعلية وتحيات حقيقية، فينقل لنا تجربته ويصور لنا حلولاً واستراتيجيات مبتكرة تضيف معنى للتجربة المعروضة.

وتصدي بعض المدربين الصغار (سناً أو علماً أو خبرة) للتدريب، بناءً على اعتمادات من جهة غير منهجية ولاتمثل الخيار الأفضل في التأهيل، والحديث بأسلوب فخم متكلف أو تمثيلي يعد مؤشراً سيئاً، والمشكلة أن بعضهم يحسب على الثقافة والمثقفين.

والفكر والأدب والكتابة كذلك تعتبر هماً ثقافياً، لأن البعض يمارسها بتكلف ودون علم ولا تجربة أيضاً، كلمات رنانة توحي بالثقافة والإطلاع نسمعها من هنا وهناك، شي يسمونه أبيات شعر، لا أدري لماذا يسمى شعراً ولاوزن فيه ولاقافية ولاروح ولامعنى، أو قصة متكلفة ممجوجة لثقافة لاتناسب ثقافتنا، ولم تبن على تجربة لنقبلها، أو تطاول على الدين باسمه، خوض في مسائل فقهية دقيقة دون تأهيل علمي على أيدي علماء ثقات يمنحون إجازة الفتوى. هذه الإثارة تعتمد على محاور منها:

  1. الاثارة وإبراز العنصر النسائي.
  2. تحدي المسلمات الشرعية لأنه لاشي يحميها.

ثم ولوجود السيولة يتمكن من الطبع، ولوجود المطبلين يتمكن من النشر، وقد سألت أديبةً فازت بجائزة في القصة عن المنفلوطي، ومحمد عبدالحليم عبدالله باكثير فلم تعرفهم، وسألتها عن البارودي والبردوني ومحمود مفلح فلم تعرفهم.. وسألتها عن القراءة فقالت: لا أحبها.. وسألت آخر عن ابن القيم فقال لا أعرفه، فماذا لديهم ياترى؟

الخلل هنا يكمن في المزاحمة من قبل أشخاص ليسوا بأكفاء، وكيف يزاحمون؟

من خلال نظرة إدارية تسويقية أقول يزاحم لسببين:

1. توفر الموارد ورغبتهم في أن يكون لهم نتاج مطبوع، وبلا شك سيكون لهم قرائهم ومتابعيهم لأي سبب.

2. تقديم مايطلبه العملاء.. وهم هنا شريحة القرآء ومن له مصلحة في إثارة قضية.

والنتيجة النهائية ضبابية حول أصوات مميزة خفتت لعدم وجود فرصة لظهورها، أو شتات لأجيال من الشباب تنبهر بما هو غريب وابتعدت عن المسلمات، ولحين وجود سلطة قوية تحكم المتطاولين وتسيطر عليهم سيبقى الوازع الديني أضعف العوامل الرادعة لمثل هؤلاء المزاحمين.

 

(الصورة بعدسة: بشرى محمد)