التصنيفات
رسائل إلى نفسي

صدق

4/5/2011م

المنزل (الصالة).. الساعة 10:00 مساءاً

صَدَقَ، يَصْدُقُ، صِدْقاً، فهو صَادِقْ..

الصدق في التعبير لايعني أن تقول شيئاً يخالف المحيط من حولك، وفي الوقت نفسه فالتعبير بصدق عما تريد يحتاج إلى شجاعة، فبلا شك ستجد من يرفض الفكرة وقد يعاديها. حين تتبنى مبدأً تحتاج إلى الصدق، وفي الغالب فالمبادئ المتحركة تثبت أصحابها إلى الأرض، تبدأ من ثبات العمل، وتنتهي بثبات اللحود.

هل أنا مضطر لشرح كلامي؟ يفترض أن الرسالة لنفسي ويكفي فهي تفهم ما أريد قوله، ثبات العمل أن تمحى كلمة الراحة من قاموسك، فحتى في أوقات راحتك ستكون نفساً حرةً عاملةً، وتنتهي بخروج نفسك في هدوء.

مشكلة الصدق ليست في التعبير، بل في الفهم.. ستعبر بصدق وستفهم بألف كذبة وكذبة.. حروفك التي تقولها تخرج بألف صوت كل إذن تسمعها بالصوت الذي تريد.. جرب أن تنادي إنساناً سيلتفت لك كل الناس من حولك مهما اختلفت الأسماء. حين يسالك البعض سؤالاً تصمت، ليس بحثاً عن إجابة، ولكن بحثاً عما في رؤوسهم، كيف تعيد الكلام لهم دون أن تخسر ودون أن تتضرر..

كل الكائنات تعبر بصوتها، يمكنك أن تدرس سلوكياتها وتعرف ماتريد، الإنسان لايعبر بصوته، يعبر بألف صوت وصوت، من يملك القدرة على التعبير المستقل سيخرج من المسابقة في الجولة الأولى، يبقى الأعيّاء منا فقط، من تهتز المنابر من فراغ كلماتهم، أصواتاً كالملحمة، ولكنها مجرد أصوات.

جرب وحشة الليل في الجبال، كل الأشياء من حولك تتحرك، وتشعر بفراغ في صدرك، تتمنى أن يضيق صدرك ليضم قلبك وتشعر بالأمان، وتغمض عينك ليقوى قلبك، تنظر إلى النار المشتعلة أمامك.. الألسن المتراقصة باردة تكاد تتكسر كالزجاج، وتعود لتغمض عينك ثانية، ولكي تكون صادقاً ستقوم بالفعل نفسه في كل مكان.

المشكلة في الصادقين أنهم ثابتون، يدرس الإنسان المتغيرات ليس ليتغير ولكن لكي يتبنى الثوابت..

 

(الصورة بعدسة: هناء الجنيدل)