التصنيفات
تربويات

من قاموس المرأة

من قال أن المرأة لاتغار!! مهما كانت صفاتها فالغيرة هي أنوثتها إن كانت طبيعية، وسلاحها إن كانت تريد إبراز قوتها ومنافستها للرجل. الغيرة لا دين لها، تتساوى المرأة في هذا بغض النظر عن دينها، لونها، جنسيتها، أو أي معيار نريد أن نضعه.

لاتحاول أن تتعامل مع غيرة المرأة، فهي باب ينهي المحادثة المنطقية، جدار أمام الحاجات مهما كانت مبرراتها، لاتحاول أن تقنع امرأتك بالزواج عليها فهذا لن يكون، ومن تقتنع حالة شاذة لاحكم لها، والأيام في كثير من الحالات ستعيدها للغيرة من جديد.

والغيرة طبيعية، لاتتكلف تغييرها، وهي صفة أصيلة، لها مميزاتها، فالمرأة التي تغار تحب، تحب التملك، تحب الاستقلال، تحب الأسرة، تحب التفرد، المهم أنها تحبك، تحبك حد الألم، تحبك فوق الإيذاء، لذلك قد تضربك، قد تهجرك، قد تقتلك، وبلا شك ستتغير حياتك معها وستظل تعالج جرحاً في نفسها، وفي جدار أسرتك.

حين تقرر التعدد فكر في الأمر، فهناك أسرة جديدة، بيت بتكاليفه النفسية قبل المادية، وهناك جدول مقارنة بين المتحقق من المصالح والمفقود من الايجابيات، زن الأمور بروية واسأل نفسك هل يستحق الأمر كل هذه المعاناة؟!

ستبكي زوجتك كثيراً، سيتأثر أهلها سلباً حتى لو جاملوك، سيفرح البعض شماتة بها، ستتألم لأنها أعطتك واهتمت بك، سيكون هذا تصورها حتى لو كانت مقصرة معك الليل والنهار، ولكنها لن ترى بنظرتك وستضيق عليها الأرض، وستضيق عليك حياتك، بيتك، ونفسك التي بين ضلوعك.

ليست الغيرة وراء كل اعتراض في موضوع التعدد، وبرغم دورها الكبير إلا أن هناك اسباباً اخرى لدى المرأة، نعم ستغار حين تتخيلك تعيش مع أخرى وتقوم بكل التفاصيل التي تقوم بها معها، ولكنها ستكون محرجة من صديقاتها الاتي كانت تقسم لهن عن محبتك لها، وخجلة من أهل كانت تقف معك ضدهم باعتبارك السند الذي ترجع له، وستنكسر أمام شامتة عاذلة حاقدة، وستبدأ تقارن وتشعر بالنقص ولو كانت الزوجة الجديدة أقل منها في مواصفاتها، ولا تلام في ذلك كله، وكله مقبول وله مبرر بلا شك، ودورك أن تحاول استيعاب كل هذا ومعالجته وتصبر علي تبعاته التي قد تستمر لسنين، وقد تفشل كل جهودك بعد السنين ليكون الانفصال.

مع الأيام ستأخذ الحياة أشكالاً جديدة، أيام الفرح يقابلها أيام الشقاء، والأمر بيدك في كثير من الأوقات، لاتحاول استعراض رجولتك في فرض طرف على طرف، ولا تقف مع طرف ضد آخر ، اتركهم يحلون مشاكلهم بأنفسهم، ولكن ضع قوانين السلامة الأسرية، لاتجعل الصراع يؤثر على الأبناء، تفقدهم في اجتماعهم وتحصيلهم وتعاونهم، وببساطة كن صارماً في هذا الجانب وليعش الجميع معك مسئوليته، فالكل مشترك في تربية الأبناء، والمصلحة والضرر هنا ستؤثر على كل الأطراف، ليكن بينكما نداء العقل، والقلب، والدين.

التوفيق من الله قبل كل شي، الأمر ليس بقدرة إدارية، بل بتوفيق من الله ورحمة منه، لذلك كن واضحاً من البداية، لماذا تريد التعدد، لاتحاول أن تلبسه لبوس الشريعة، لاتحاول أن تجد عيوباً في زوجتك، لاتحاول أن تعيش في دور المضطهد المحتاج للصدر الذي يحتويه، قل أريدها لذاتها وكفى.

كن نفسك، لاتنظر لمبررات الآخرين، لاعليك من تشجيع غير متزن، أو تثبيط لايتجاوز تجربة أو موقفاً شخصياً أو رأياً يحتمل الصواب والخطأ، إذا عزمت وكنت رجلاً فأكرم كل الأطراف، واحتمل كل الأبعاد، وعش بهدوء بشعار “إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان”، واجتهد ألا تظلم أحداً، ولو فعلت فاعتذر وعوّض المتضرر.

(الصورة بعدسة: عبدالله الشثري)