التصنيفات
رؤى

السحاب

نظرت لأشياء كثيرة في السماء.. حتى القمر في ليالي اكتماله كنت أراقبه وأنا أنتظر بخيالي الطفولي مركبة تخرج منه لتؤكد ماكنت أقرأه في فترة الطفولة، راقبت السماء كثيراً بحثاً عن سوبرمان والرجال الخارقين.. ولكنني لم أجد فيها غير السحاب والنجوم والقمر الذي رافقني كثيراً بعد ذلك.

وحدها السحاب كانت تمثل الكائنات مستوطنة السماء في الحقيقة.. فهي التي أراها في كل وقت.. في النهار وهي ترحل من مكان لمكان متشكلة بصور عديدة، قد لاتكون صوراً بقدر ماكان خيالي يصورها.

السحاب الأبيض جميل كالراحة، بعيد كالسلام، رقيق كالطفولة، ولكنه متكبر بعيد.. حين تملأه تجارب الرياح سيكون أسوداً كئيباً، وحين يتثاقل سيسقط ويتخلى عن كبريائه وغروره.. وقتها ستنتفع الأرض به، وسنفرح جميعاً بوصوله ونشعر بذلك أكثر من شعورنا بحركته في الفضاء.. هكذا نتعلم أن منفعة الأشياء من حولنا تكون بقدر استفادتنا منها وليس بقدر مانراه من جمالها.

ليس كل ابتعاد غرور.. فالسحاب الخفيف يبتعد ليتكثف الماء ويصبح ممتلئاً ومستعداً للنزول فيهطل ثانية.. كان الأمر أشبه بانتداب في العمل.

السحاب الأبيض كالقلب الأبيض سيظل مرتفعاً مهما تلاعبت به الرياح.. لكن السحاب الأبيض سيسقط مهما ارتفع، مايحمله في داخله سيجعله ينهار ذات يوم.

السحاب الأبيض كالصورة البعيدة، نراها ونبتسم لتشكيلاتها، ولكننا قد لانستفيد منها مباشرة.. السحاب الأسود ننتظر هطوله ونفرح به.. نعد لاستقباله ونباشر الطقوس المتوقعة لآثاره.

السحاب الأبيض جميلاً في تشكيلاته.. والأسود لايخلو من جمال كذلك، كما أن آثاره أكثر وضوحاً.

كلما خف السحاب ارتفع، وكلما ثقل هبط، وكذلك القلوب الخفيفة ترتفع عن الأرض، وكلما امتلأت أخذت في الهبوط.

لاتنخدع بالمظاهر.. فالسحابة السوداء تحمل الخير داخلها.. تجاوز المظهر واللون الجميل وفكر في الداخل والمكونات والمنفعة.

 

(الصورة بعدسة: عبدالله الشثري)

بواسطة عبدالله السعد

بين يوم ولادتي وحياتي الحالية أحداث كثيرة..

ماسأدونه هنا بإذن الله يمثل قطعاً من البزل..

ومجموع القطع يصور سيرتي الذاتية..

4 تعليقات على “السحاب”

مراقبة دقيقة واستشعار بعجيبة من عجائب السماء .. كثيرون هم من يحولون العجائب لمجرد موجودات كانت وستظل الى قيام الساعة بدون انتباه لاهميته ولا الجماليات فيها .. بل البعض لا يكادون يرفعون رؤوسهم للسماء الا لرؤية ما تحمله لهم .. لفائدتهم فقط

:::
جميل هذه الدعوة التأملية لشىء لا احد يعلم هل سيدوم لنا مهما دام قبلنا طويلا ..

تقديرى،،،

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.