التصنيفات
قبور الياسمين

رجل ومطارات

رجل ومطارات

اكتشفت لاحقاً أن الذين هاجمونا هم إخواننا وبسبب خطأ من أحد الأمراء أصيب بعض الأخوة وانتهى الموضوع.. عدنا نحمل جرحانا ونحمل ابتساماتنا ونخفي آلامنا. الأيام تمر.. وبدأ البعض يرحل، ورحل مرافقي مع الذين رحلوا.. وجاء أناس جدد، في كل يوم يأتي أخ ويرحل أخ وأبقى وحيداً. حين تقرأ كلامي هذا لا أدري هل ستقول عني رحل مع الآخرين أو أنني لن أحظى بكلمة وداع.

وحان موعد الرحيل.. ودعتهم وتحركت القافلة من جديد لتمر ببعض أهوال الوصول..

لا أدري أخي شعرت أنني رحلت بغير النفس التي أتيت بها.. الدنيا مدرسة نتعلم فيها الكثير وفي كل يوم نبني شيئا في شخصياتنا ونرمم شيئا وبعض الأحيان ننقض بناءاً لنقيم شخصية جديدة.

أوقفوني في المطار.. تحرك الجميع وبقيت هناك وحيداً. بدأ رجال الأمن يتنادون.. جاءني رجل منهم بدا لي أنهم متخصص.. في ماذا متخصص؟ لا أدري ولكن شعرت أن مثل هذا الرجل لا يأتي إلا إذا أتى مثلي.

طلب مني أن أفرغ حقيبتي من محتوياتها.. أخرجت حقيبتي وأفرغتها.. ووقفت أنتظر.

–        الديك أمتعة أخرى؟

–        لا.

–        تعجب وتغيرت نظرته.. فقط هذه؟

–        نعم.

نظر إلى كثيراً.. وتلاقت نظراتنا في شئ من التحدي.

–        ماذا تفعل هنا؟

–        سياحة ودعوة.

–        ومخدرات؟

بدت لي الفكرة مضحكة.. فضحكت.. شعرت بنوع من الاطمئنان.. بدا لي أنني آمن فهو لم يخمن السبب الحقيقي من مجيئي إلى هنا.

–        أجبته مبتسما هل يبدو علي هذا الشيء؟

–        سائهُ برودي.. رد علي: نعم.

–        إذاً: لا.. لم آتي من أجل هذا.

ركز نظرته علي.. ابتسمت وركزت نظرتي عليه.. أخذ جواز سفري وتركني وحيداً.

 

قبور الياسمين

(الحلقة السابقة: قافلة الجرحى> يتبع > الحلقة التالية: محطات)

(تصميم الصورة: هنادي الصفيان)

بواسطة عبدالله السعد

بين يوم ولادتي وحياتي الحالية أحداث كثيرة..

ماسأدونه هنا بإذن الله يمثل قطعاً من البزل..

ومجموع القطع يصور سيرتي الذاتية..

تعليق واحد على “رجل ومطارات”

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.