التصنيفات
رسائل إلى نفسي

ذكرى

7979866167_fff0be3b6e_b

18/6/2011م

المنزل (الصالة).. الساعة 09:40 مساءاً

الذكريات جزء غريب لاندري أين يختبئ منا في بعض الأوقات، نبحث أحياناً عن شي فقدناه، ونقلب في جنون في صفحات عقولنا وفي أروقة مسارته فلا نجد مانريد، ثم فجأة وبدون سابق إنذار تنهال علينا الصور والمعاني. فتمزق قلوبنا وتهيم أرواحنا بسببها.

رائحة عطر يضعه إنسان تربطنا به، ابتسامة إنسان عابر ترجع صدى صوتٍ في أعماقنا، موقف أو شجرة أو صخرة أو قلم أو منديل يحيي ذكرى في قلوبنا.. لايمكن أن نفر من الماضي وذكرياته، حتى مانتوقع أنه قد نسي يعود إلينا فجأة واضح المعالم. لاننسى الأمور بصورة قطعية فأحياناً نضرب على جباهنا ونغمض أعيننا ونقول بصوت طويل حار “ياالله، من أين أتت هذه الذكرى”.

ذات يوم انتقل صديق عزيز على قلبي إلى رحمة الله، ولأنه قريب مني فقد أخفى الزملاء الخبر عني وبدأ كل واحد يتهرب حين يلاقيني، حتى جائني شخص مبتسم وأخبرني بالأمر وصبرني، لم أتأثر كثيراً على غير المتوقع، ووقتها بدأت أعرف أنني لا أتأثر بالرحيل.. وبقيت لوحدي يومها إلى ساعة متأخرة، ثم أويت إلى فراشي وما بعقلي شي مميز من ذكريات الراحل.

اليوم الثاني استقيظت كعادتي ومضى كل شي طبيعي، حتى جاء وقت صلاة الظهر، فتوضأت وشعرت بغصة وشوق إلى صديقي، ودخلت المسجد، وحين أردت أن أكبر للصلاة لاحت مني التفاتة إلى شخص يريد أن يدرك الركعة، فلمحت وجهه والتفت مذعوراً، نعم كنت مذعوراً ، وبحثت عن الرجل وكررت النظر إلى وجهه ثانية، ثم هدأت نفسي فكبرت وصليت.. لقد أصبحت أرى وجه صديقي في كل وجه أراه.. وأسمع صوته يهمس في أذني يذكرني بالطريق.. مرت سنوات، ولازلت رغم انقضاء السنين أعود فأبصر كل الصور.

(الصورة بعدسة: عبدالله الشثري)

بواسطة عبدالله السعد

بين يوم ولادتي وحياتي الحالية أحداث كثيرة..

ماسأدونه هنا بإذن الله يمثل قطعاً من البزل..

ومجموع القطع يصور سيرتي الذاتية..

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.