التصنيفات
رسائل إلى نفسي

ملل

7439165724_f8ec1c0433_z

26/9/2011م

في طريق الجبيل (داخل السيارة).. الساعة 10:30 مساءً

غرفت من الحياة حتى الملل، هل ارتويت؟ لا أدري ففي الحقيقة لم أعد اتذوق الأشياء، تكدر الماء فلم يعد الإنسان يهنأ بشراب، مايبقيه على الحياة لايخلو من منغصات، الشوائب تبقيه مريضاً على أي حال، فلا هو ميت ولا هو حي، يظل مقيداً بسريره معلقاً بالمغذيات.

السؤال الآن كم بقي من عمر الإنسان؟ لم تعد الحياة مبهجة، صور النجاح التقليدية لم تعد مغرية، الحمد لله على كل حال، ولكن كحجم إنجاز بالنسبة لي لاتعد شيئاً مثيراً. نجاح في نجاح وضحكات مختلطة تصل من كل احتفال، وابتسامات مجاملة متكررة باهتة لم تعد تحمل لوناً ولا طعماً ألوان صارخة تماماً كالموضة وعودة كئيبة في ليلة رمادية غائمة لاتبهجها أنوار المدينة ولا تعطرها أصالة الريف.

التذبذب بين مستويات ايمانية عالية تتفلت لحظاتها وبين انحدار سريع تبقى مرارته وتتمزق الأصابع وهي تحاول التشبث، الصمت المختفي خلف الكلمات يشعرك بنبض الدم في عروقك يوشك أن يفجر رأسك، والشعور بالذهول والغربة والبعد عن كل شي يحيط بك. محاولات العودة للنقطة الآمنة، والارتباط بأصدقاء الماضي، رفقاء الطريق، وجيل الأمس، النهوض والكبوة والصراخ من الألم على اللحظات والمشاعر والحاجة لقلب يقاسم الطريق ويشعر بالمعاناة ويمتلك القدرة على صياغتها والتعبير عنها.. وأظل اغترف من الحياة حتى تتحول الحركات إلى إجراءات لاإرادية أقوم بها وكأني أعيها ويهزني صوت ينبهني فالتفت من غفلتي لاأدري ماذا فعلت ولا ماذا أريد.

شربت كل شي.. لم تعد اللذة في الماء ولا في الخمر.. كل شي تغير وسادت المرارة.. حتى الصور أصبحت مرة باهتة.. تشم منها رائحة التعب وعرق الطريق وطول المسافة.. تتحرك وكأنك لست حقيقة.. صورة ميتة جامدة كصور الأشباح من حولك.. مالذي يبقي النبض في صدرك!! لماذا نصر على المواجهة والحركة، ترى مانظرة من حولنا لما يجري؟ هل يرون بنفس الطريقة التي نرى بها؟

 

(الصورة بعدسة: Fer Montero)

Creative Commons License
كتاب آت by Abdullah Ali is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.
Permissions beyond the scope of this license may be available at www.aalsaad.com

بواسطة عبدالله السعد

بين يوم ولادتي وحياتي الحالية أحداث كثيرة..

ماسأدونه هنا بإذن الله يمثل قطعاً من البزل..

ومجموع القطع يصور سيرتي الذاتية..

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.