التصنيفات
المذكرات

النفوس الكبيرة

الحمد لله

ترى ماذا تنتظر مني هذه الليلة؟ أما أنا فالخجل يمنعني من الكتابة.. ولكن الله المستعان.

تأمل أخي الحبيب في معركة بدر.. اختار الرسول صلى الله عليه وسلم مكانا للجيش ثم جاءه الصحابي الحباب بن المنذر فأشار عليه بتغيير المكان، وذكر له أسباب ذلك.. وفعلاً غير الرسول عليه الصلاة والسلام الموقع.

في مثل هذه القصة فائدة للأمير والرعية.. فانظر يا رعاك الله إلى الحباب..

– ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ولم ينتظر أن يأتي إليه أحد ليسأله عن رأيه فلربما رأى شيئا لم يره رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره غيره من الصحابة.

– وأقترح على رسول الله صلى الله عليه وسلم تغيير المكان.. ومع أن صحابة رسول الله كانوا يحيطون به، إلا أنه ذهب وتقدم من بينهم بهذا الاقتراح.

– لم يقل من أنا حتى أشير على رسول الله بهذا الأمر، ولم يحتقر نفسه.

– وانظر إلى الأدب في إعطاء المشورة.. (أهو منزل أنزلكه الله).. يعني هل هذا المكان أمر من الله ووحي لا نتجاوزه، أم أنه الرأي والحرب.. فإن كان مكاناً من الله سلمنا بالخير فيه والمصلحة وإن كان المكان رأياً بشرياً وخطة حرب فللبشر فيه مجال للاجتهاد.. فإن هذا المكان لا يصلح، مع توضيح الأسباب.

– وانظر إلى الأدب القيادي والتربية النبوية.. والتعامل المثالي.. إذ وضح أنه رأي بشري فقط وليس وحياً من الله.. وأخذ الرأي واقتنع به وعمل به.. وغير المكان.

– ومن هذه القصة تعلمت:

  • على القائد أن يفتح باب المشاركة لإخوانه حتى تتلاقح الآراء.
  • وعلى الاتباع أن يتأدبوا في إعطاء الرأي، مع توضيح الأسباب.

مع العلم أن إعطاء المشورة لايعني بالضرورة التنفيذ، بل ربما نشير بشيء نقتنع بصحته ثم من خلال المناقشة يتضح لنا الخير في خلاف رأينا فعند ذلك لا يلزم المسئول بتنفيذ رأينا، ولكن نطيعه بسلامة صدر.

ولو أراد المسؤول أو رأى عكس ما يراه الآخرون -أو بعضهم- فيجب أن يعرف الأسلوب الأمثل في الرد عليهم دون أن يؤثر فيهم سلبا.

أخي.. نعم كتبت، ليس لأني مهيأ للكتابة، ولكن أكرر درسا قديما علنا نستفيد منه..

  • وبقدر إيمانك تكون استفادتك من التجارب.

ولنا لقاء..

(الصورة بعدسة: براك الخالدي)

بواسطة عبدالله السعد

بين يوم ولادتي وحياتي الحالية أحداث كثيرة..

ماسأدونه هنا بإذن الله يمثل قطعاً من البزل..

ومجموع القطع يصور سيرتي الذاتية..

3 تعليقات على “النفوس الكبيرة”

ومن هذه القصة تعلمت:
* على القائد أن يفتح باب المشاركة لإخوانه حتى تتلاقح الآراء.
* وعلى الاتباع أن يتأدبوا في إعطاء الرأي، مع توضيح الأسباب.
ما أجمل التأمل هذا المنهج العظيم الذي يغنينا عن دورات البرمجة اللغوية وأصول الحوار والإتكيت .. ففي سيرة المصطفى وصحبه الأخيار مايغنينا عنها ..

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.