التصنيفات
تربويات

لهذا تعثرت

8826947016_2a9e3f6bd5_b

“بعض العوائق في التأهيل تعطي دلالات بعيدة وتحتاج إلى تأمل للخروج بفائدة استثنائية من دروسها.

وتعثر البعض في اغتنام الفرصة، له ارتباط بعيد، ويعطي مؤشراً على طبيعة الأشخاص وطريقة إدارتهم وتوجيههم نحو الهدف وإعطاء الصلاحيات لهم في مواقع الحياة المختلفة للقيام بأدوارهم فيها”..

في الماضي كتبت عن أسباب تعثر بعض الأنماط في الدراسة وتوقفها في مرحلة من المراحل، ومن ثم عودتها ثانية بعد مضي سنوات من عمرها إلى مقاعد الدراسة وتميز بعضها.

ربما أعطي نفسي الأولوية للكتابة الجريئة حول هذا الموضوع لأنني متخصص في علم النفس، ولأنني مررت بهذه التجربة في مرحلة من مراحل سابقة قبل أن أكسر القيد وأرجع ثانية لأنهي بحمد الله تأهيلي الأكاديمي الجامعي والماجستير وأحصل على دبلوم اضافي متخصص.

ومن خلال ما أسجله هنا فأنا أسعى لكسب السبق في طرح فرضية قد تفتح باباً لباحث آخر متفرغ وعنده الإمكانيات ليكمل المشوار ويكون شريكي في استكمال تفاصيلها ووضع أطرها، ولأنني مهني فأنا اصطدم مع الأكاديمي عادة في منهجيات البحث، ذلك أنني أفصل بين البحث الأكاديمي وبين العلوم التطبيقية التي أؤمن فيها بالخبرة العملية والاستقراء للأحداث وردات الفعل مع ضرورة الالتفات إلى المعلومات وصحتها وقوة المراجع التي تناولت الموضوع.

الاستقراء يعرفك على الدوافع الحقيقية، ولتحقيق ذلك فأنت تحتاج إلى الكثير من الخبرات التراكمية، تحتاج كذلك إلى مهارة تحليل المواقف إلى مكوناتها الرئيسية، الفرد والحدث والشعور والبيئة والزمن، تحتاج إلى التعامل مع هذا كله كمصفوفات يتم التبديل بين مكوناتها لمعرفة الاحتمالات، وستخرج بنتائج ظنية بعد هذا كله، ولكنها تكفيك للاسترشاد، ستكون سبقت من حولك على الأقل في ملاحظة مايجري حولك منذ البدء وحتى اللحظة، ومع العائد والتحسين وتوخي الدقة سيتم زيادة نسبة الصحة، وسيكون لتحليلك أثره في التعرف على جوانب السلوك المعقدة.

من خلال قاعات الدراسة ومراقبة الامتحانات ثار ذات السؤال في نفسي مرة بعد مرة، “لماذا تعثر هؤلاء عن إكمال الدراسة؟” لماذا تعثرت قبلهم؟ لماذا تخرج فلان وفلان وهم أقل مني ذكاءً؟ وسرعان ماكنت اعود إلى القدر مؤمناً بالخيرية ومعتقداً بأن هذا هو الأصلح للناس، ومن خلال التأمل في السلوك والملامح كونت انطباع فرضيتي الأولي، سجلت هذا في خماسية ملخصها بأن هناك خمسة صفات تميز المتعثرين، يكفي علامة منها لتكون سبباً في التأخر مالم يكسرها صفة أصلية ترفع صاحبها وتعطيه ميزة النجاح، وإلا فصاحب هذه الصفات لابد وأن يقف رحمة بنفسه وبالآخرين ممن سيتعامل معه، وهذه الصفات هي:

القسوة:

هذا النمط سيكون عامل ضغط سلبي على محيطه، سيعيش الفريق في توتر تحت إدارته، لاتكلفه بالقيادة دون ”حدود صلاحيات“، ”دليل تعامل إنساني“، ويبرز سلوكه في:

* طبيعة المهمة المطلوبة.

* طريقة التعامل.

عدم الاهلية:

أنت هنا أمام شخص متأخر عن محيطه، لن يرضى الفريق بقيادته وسيبحثون عن مخارج للابتعاد عنك، غالباً لايصلح للقيادة، ولكنه قد يؤدي بعض المهام التنفيذية المحدودة. وقد تنقصه الكفاءة في:

* مستوى القدرات العقلية.

* مستوى المهارة.

القابلية للانحراف:

هذا النمط قوي ولكنه يدور حول ذاته، ىيشترط أن يكون قاسياً، ولكن ولائه أقل للمنشأة، قد يستغل سلطاته ويكوّن علاقات تخدم أهدافه. انحرافه قد يأخذ شكلاً من التالي:

* فساداً سلوكياً.

* انحرافاً مالياً.

الغرور:

هذا القائد يعمل لوحده برغم منصبه، يعطيه الفريق أقل الواجبات ويتخلون عنه، لذلك لن يستثمر الطاقات، ولن يؤمنون به. سبب غروره قد يكون:

* لتأثيرات المادة والغنى.

* توفر المؤهل والمعرفة.

* قدراته على الابتكار.

المكابرة:

”العناد“، ”الإصرار“، ليست أموراً سلبية، ولكن المواقف تحكمها، انتبه للقائد الذي لايتراجع عن الخطأ، فقد يقود الفريق نحو الهاوية. المرونة مطلوبة وتمنحه الثقة، والسلبية سببها:

* الإصرار على الرأي الخطأ.

* التشدد في المواقف.

وأخيراً فهذه الفرضية تخصني ولكنني مؤمن بها، ربما يأتي اليوم الذي تصبح فيه نظرية تملأ الدنيا ثم حقيقة مثبته، من يدري.

 

(الصورة بعدسة: Fer Montero)

Creative Commons License
كتاب آت by Abdullah Ali is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.
Permissions beyond the scope of this license may be available at www.aalsaad.com